(٢) قال الحافظ في " الفتح " (ج ٣ ص ٣٣٧) قوله: " ويجعلون المحرم صفر " كذا هو في جميع الأصول من الصحيحين " صفر " من غير ألف بعد الراء. قال النووي: وكان ينبغي أن يكتب بالألف، ولكن على تقدير حذفها لا بد من قراءته منصوباً، لأنه مصروف. قال الحافظ: يعني: والمشهور عن اللغة الربيعية: كتابة المنصوب بغير ألف، فلا يلزم من كتابته بغير ألف: أن لا يصرف، فيقرأ بالألف. وسبقه عياض إلى نفي الخلاف فيه. لكن في " المحكم ": كان أبو عبيدة لا يصرفه. فقيل له: إنه لا يمتنع الصرف حتى يجتمع علتان فما هما؟ قال: المعرفة والساعة. وفسره المطرزي: بأن مراده بالساعة: أن الأزمنة ساعات، والساعة مؤنثة. اهـ. وحديث ابن عباس هذا حجة قوية لأبي عبيدة، ونقل بعضهم أن في صحيح مسلم " صفراً " بالألف: وأما جعلهم ذلك، فقال النووي: قال العلماء: المراد: الإخبار عن النسيء الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية، فكانوا يسمون المحرم صفراً ويحلونه، ويؤخرون تحريم المحرم إلى نفس صفر، لئلا تتوالى عليهم ثلاثة أشهر محرمة، فيضيق عليهم فيها ما اعتادوه من المقاتلة والغارة بعضهم على بعض، فضللهم الله في ذلك، فقال {إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا ... } الآية. اهـ.
(٣) قوله " بذي طوى " بفتح الطاء وضمها وكسرها. ثلاث لغات حكاهن القاضي وغيره. الأصح الأشهر: الفتح، ولم يذكر الأصمعي وآخرون غيره، وهو مقصور منون، وهو واد معروف بقرب مكة. قال القاضي: ووقع لبعض الرواة في البخاري بالمد، وكذا ذكره ثابت، قاله النووي. (٤) أخرجه البخاري ٣ / ٣٣٧ و ٣٣٨ في الحج، باب التمتع والقران والإفراد بالحج وفسخ الحج لمن لم يكن معه هدي، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب أيام الجاهلية، وأخرجه مسلم رقم (١٢٤٠) و (١٢٤١) في الحج، باب جواز العمرة في أشهر الحج، وأبو داود رقم (١٩٨٧) في الحج، باب العمرة، ورقم (١٧٩٢) في المناسك، باب في إفراد الحج، والنسائي ٥ / ١٨٠ و ١٨١ و ٢٠١ و ٢٠٢ في الحج، باب الوقت الذي وافى فيه النبي صلى الله عليه وسلم مكة، وباب إباحة فسخ الحج بعمرة لمن لم يسق الهدي، وأخرجه أيضاً أحمد في مسنده ١ / ٢٥٢.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: لفظ الحديث من رواية طاوس، عنه: ١ - أخرجه أحمد (١/٢٥٢) (٢٢٧٤) قال: ثنا عفان. والبخاري (٢/١٧٥) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. وفي (٥/٥١) قال: حدثنا مسلم. ومسلم (٤/٥٦) قال: حدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا بهز. والنسائي (٥/١٨٠) قال: أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى، قال: حدثا أبو أسامة. خمستهم (عفان، وموسى بن إسماعيل، ومسلم بن إبراهيم، وبهز، وأبو أسامة) عن وهيب بن خالد، قال: حدثنا عبد الله بن طاوس. ٢ - وأخرجه البخاري (٣/١٨٥) قال: حدثنا أبو النعمان، قا: حدثنا حماد بن زيد، قال: أخبرنا عبد الملك بن جريج. كلاهما - ابن طاوس، وابن جريج - عن طاوس، فذكره. رواية ابن جريج مختصرة على آخره. ورواية مجاهد، عنه: أخرجه أحمد (١/٢٣٦) (٢١١٥) و (١/٣٤١) (٣١٧٢) . والدارمي (١٨٦٣) . ومسلم (٤/٥٧) . وأبو داود (١٧٩٠) . والنسائي (٥/١٨١) . * وقال أبو داود: هذا منكر، إنما هو قول ابن عباس.