للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومالك بن أنس، وغيرهما ممن كان في عصرهما. فدوَّنوا الحديث.

حتى قيل: إن أول كتاب صنف في الإسلام «كتاب ابن جريج (١) » وقيل: «موطأ مالك» -رحمة الله عليهما.

وقيل: إن أول من صنف وبوَّب الربيع بن صبيح (٢) بالبصرة.

ثم انتشر جمع الحديث وتدوينه، وسطره في الأجزاء والكتب، وكثر ذلك وعظم نفعه إلى زمن الإمامين، أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، وأبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، - رحمهما الله - فدونا كتابيهما، وفعلا ما الله مجازيهما عليه من نصح المسلمين، والاهتمام بأمور الدين، وأثبتا في كتابيهما من الأحاديث ما قطعا بصحته، وثبت عندهما نقله.

وسيجيء فيما بعد من هذه المقدمة شرط كتابيهما، وذكر الصحيح والفاسد مشروحاً مفصلاً إن شاء الله تعالى، وسميا كتابيهما «الصحيح من الحديث» وأطلقا هذا الاسم عليهما، وهما أول من سمى كتابه ذلك،


(١) هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي مولاهم المكي ثقة فقيه فاضل، لكنه يدلس ويرسل، خرج له الجماعة. مات سنة مئة وخمسين أو بعدها وقد جاوز السبعين.
(٢) هو الربيع بن صبيح - بفتح الصاد كما ضبطه الحافظ في " التقريب " - السعدي البصري صدوق سيئ الحفظ وكان عابداً مجاهداً.
وقد ذكروا أن أول من جمع الحديث ابن جريج بمكة وابن إسحاق ومالك في المدينة، والربيع بن صبيح أو سعيد بن أبي عروبة أو حماد بن سلمة بالبصرة، وسفيان الثوري بالكوفة، والأوزاعي بالشام، وهشيم بواسط، ومعمر باليمن، وجرير بن عبد الحميد بالري، وابن المبارك بخراسان، وكل هؤلاء من رجال القرن الثاني الهجري، وما جمعوه من الحديث كان مختلطاً بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>