للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٩٧٤ - (م س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا خطب: احْمَرَّتْ عيناه، وعلا صوتُه، واشتد غضبُه، حتى كأنه مُنْذِر جيش، يقول: صبَّحكم ومسَّاكم، ويقول: بعثتُ أنا والساعةَ كهاتين، ويقرْن بين إصبعيه: السبَّابةِ والوسطى، ويقول: أما بعدُ، فإن خيرَ الحديث كتابُ الله، وخيرُ الهدْي هدْيُ محمد، وشرُّ الأمورِ مُحْدَثاتُها، وكلُّ بدْعةٍ ضلالة، ثم يقول: أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، مَنْ ترك مالاً فلأهله، ومن ترك دَيناً أو ضياعاً فإليَّ وعليَّ» .

وفي رواية قال: «كانت خُطْبَةُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-: يحمَد الله، ويُثْني عليه، ثم يقول على إثر ذلك، وقد علا صوته ... » وذكر نحوه. وفي أخرى: «كان يخطب الناس: يحمد الله، ويثني عليه بما هو أهله ثم قول: من يهدِ الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وخيرُ الحديث كتابُ الله ... » ثم يقول ذكر نحو ما تقدم. أخرجه مسلم، وفي رواية النسائي قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في خطبته: نحمدُ الله ونُثني عليه بما هو أهله، ثم يقول: من يهدِ الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، إن أصدقَ الحديث كتاب الله، وأحسنُ الهدْي هدْيُ محمد، وشرُّ الأمور محدَثاتها، وكل محدثَة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم يقول: بعثت أنا والساعةَ كهاتين، وكان إذا ذكر الساعةَ احْمَرَّتْ وَجنتاه، وعلا صوتُه، واشتد غضبه، كأنه نذير جيش، يقول: صبَّحكم ومسَّاكم، ثم قال: من ترك مالاً ⦗٦٨٠⦘ فلأهله، ومن ترك دَيْناً أو ضياعاً فإليَّ [أو عليَّ] ، وأنا أولى بالمؤمنين» (١) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(مُنْذِر جيش) : المُنْذِر: المُعْلِم المُعَرِّف للقوم بما يكون قد دهمهم من عدو أو غيره، وهو المَخُوف.

(الهَدْي) : السيرة والطريقة، وهو ساكن الدال.

(ضَيَاعاً) : الضَّياع بفتح الضاد: العيال.


(١) رواه مسلم رقم (٨٦٧) في الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، والنسائي ٣ / ١٨٨ و ١٨٩ في العيدين، باب كيف الخطبة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
١- أخرجه أحمد (٣/٣١٠) قال: حدثنا مصعب بن سلام.
٢- وأخرجه أحمد (٣/٣١٩) . والدارمي (٢١٢) قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي خلف. والنسائي (٣/٥٨) قال: أخبرنا عمرو بن علي.
ثلاثتهم - أحمد، ومحمد بن أحمد، وعمرو - قالوا: حدثنا يحيى.
٣- وأخرجه أحمد (٣/٣٣٧) قال: حدثنا ابن الوليد. وفي (٣/٣٧١) قال: حدثنا وكيع. ومسلم (٣/١١) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (٢٩٥٤) قال: حدثنا محمد بن كثير وابن ماجه (٢٤١٦) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (٣/١٨٨) قال: أخبرنا عتبة بن عبد الله، قال: أنبأنا ابن المبارك. وابن خزيمة (١٧٨٥) قال: حدثنا عتبة بن عبد الله، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك.
أربعتهم - عبد الله بن الوليد، ووكيع، وابن كثير، وابن المبارك - عن سفيان.
٤- وأخرجه مسلم (٣/١١) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثني سليمان بن بلال.
٥- وأخرجه مسلم (٣/١١) قال: حدثني محمد بن المثنى. وابن ماجة (٤٥) قال: حدثنا سويد بن سعيد، وأحمد بن ثابت الجحدري.
ثلاثتهم - ابن المثنى، وسويد، وأحمد بن ثابت - قالوا: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي.
٦- وأخرجه ابن خزيمة (١٧٨٥) قال: حدثنا الحسين بن عيسى البسطامي، قال: حدثنا أنس يعني ابن عياض.
ستتهم - مصعب، ويحيى، وسفيان، وسليمان، والثقفي، وأنس - عن جعفر ابن محمد، عن أبيه، فذكره.
رواية يحيى مختصرة على أول الحديث.
ورواية أبي داود (٢٩٥٤) ، وابن ماجة (٢٤١٦) مختصرة على «من ترك مالا فلورثته، ومن ترك دينا أو ضياعا فعلي وإلي، وأنا أولى بالمؤمنين» .
في رواية الدارمي نسب يحيى إلى أنه يحيى بن سليم.

<<  <  ج: ص:  >  >>