للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٨٧٤ - (م) يسير بن جابر - أو أسير - رضي الله عنه - قال: «هاجَتْ ريِح حمراء بالكوفة، فجاء رجل ليس له هِجِّيرَي إلَاّ: يا عبد الله بن مسعود، جاءت الساعة، قال: فقعد - وكان متكئاً - فقال: إنَّ الساعةَ لا تقوم حتى لا يُقْسَم ميراث، ولا يُفْرَحُ بغنيمه، ثم قال بيده هكذا - ونَحَّاها نحو الشام - فقالَ: عَدو يجمعون لأهل الإسلام، ويجمع لهم أهلُ الإسلام، قلتُ: الرومَ تعني؟ قال: نعم، ويكون عند ذلكم القتالِ رِدَّةٌ شديدة، فيتشرَّط المسلمون شُرطةً للموت، لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يَحْجُزَ بينهم الليلُ، فَيفيء هؤلاء وهؤلاء، كلٌّ غير غالب، وتَفْنى الشرطة، ثم يتشرَّط المسلمون شُرطةً للموت، لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يَحْجز بينهم الليل، فيفيء هؤلاء، وهؤلاء كلٌّ غير غالب، وتفنى الشرطة، ثم يتشرَّط المسلمون شُرطةً للموت، لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يُمسُوا، فيفيء هؤلاء، وهؤلاء، كلٌّ غيرُ غالب، وتفنى الشرطةُ، فإذا كان اليومُ الرابعُ نَهَدَ إليهم بقيةُ أهل الإسلام، فيجعل الله الدائرة (١) عليهم، فيقتتلون مقتلة - إما قال: لاُ يرى مثلُها، وإما قال: لم يُرَ مثلُها - حتى إن الطائر لَيَمُرُّ ⦗٣٨٠⦘ بجنباتهم، فما يُخَلِّفهم حتى يَخرّ مَيتاً، فيتعادُّ بنو الأم (٢) كانوا مائة، فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد، فبأيِّ غنيمة يُفرَح، أو أيِّ ميراث يُقْسَمُ؟ فبينما هم كذلك؟ إذ سَمِعُوا ببأس هوَ أكبر من ذلك، فجاءهم الصَّرِيخُ: إنَّ الدجال قد خَلَفهم في ذراريِّهم، فيرفضون ما بأيديهم، ويُقبلون، فيبعثون عَشَرة فوارس طَليعة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: إني لأعرف أسماءهم، وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم، هم خير فوارسَ على ظهر الأرض يومئذ، أو قال: من خير فوارسَ» أخرجه مسلم (٣) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(هِجِّيرى) هجيراه، أي: عادته وديدنه.

(شرطة) الشرطة: أول طائفة من الجيش يشهد الوقعة، والتشرُّط: تَفَعُّلٌ منه.

(نهد) الجيش لقتال العدو: إذا نهضوا إليه.

(فيتعادُّ) التعادُّ: تفاعل من العدّ، أي يعدُّ بعضهم بعضاً.

(البأس) : الخوف والشدة.


(١) وفي بعض النسخ: الدبرة.
(٢) وفي نسخ مسلم المطبوعة: بنو الأب.
(٣) رقم (٢٨٩٩) في الفتن، باب إقبال الروم في كثرة القتل عند خروج الدجال.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (١/٣٨٤) (٣٦٤٣) و (١/٤٣٥) (٤١٤٦) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب. ومسلم (٨/١٧٧) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن حجر، كلاهما عن ابن علية، عن أيوب. وفي (٨/١٧٨) قال: حدثني محمد بن عبيد الغبري، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. (ح) وحدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا سليمان - يعني ابن المغيرة.
كلاهما - أيوب، وسليمان بن المغيرة - عن حميد بن هلال، عن أبي قتادة العدوي، عن يسير بن جابر، فذكره.
(*) في رواية أيوب عند أحمد (٤١٤٦) وأبي بكر بن أبي شيبة، وسليمان بن المغيرة: «أسير بن جابر» .

<<  <  ج: ص:  >  >>