(٢) " آذن " روي بالمد وتخفيف الذال، وبالقصر وتشديدها: أي أعلم. (٣) قال الحافظ في " الفتح " ٨ /٣٤٧: كذا في هذه الرواية " أظفار " بزيادة ألف، وكذا في رواية فليح، لكن في رواية الكشميهني من طريقه " ظفار "، وكذا في رواية معمر وصالح. وقال ابن بطال: الرواية " أظفار " بألف، وأهل اللغة لا يعرفونه بألف، ويقولون: " ظفار "، وقال ابن قتيبة: " جزع ظفاري "، وقال القرطبي: وقع في بعض روايات مسلم " أظفار " وهي خطأ. قلت: - القائل ابن حجر - لكنها في أكثر روايات أصحاب الزهري، حتى إن في رواية صالح بن أبي الأخضر عند الطبراني " جزع الأظافير " فأما " ظفار " بفتح الظاء المعجمة، ثم فاء بعدها راء مبنية على الكسر، فهي مدينة باليمن، وقيل: جبل، وقيل: سميت به المدينة، وهي في أقصى اليمن إلى جهة الهند، وفي المثل: من دخل ظفار حمر، أي: تكلم بالحميرية، لأن أهلها كانوا من حمير، وإن ثبتت الرواية أنه " جزع أظفار " فلعل عقدها كان من الظفر أحد أنواع القسط، وهو طيب الرائحة يتبخر به، فلعله عمل مثل الخرز، فأطلقت عليه جزعاً تشبيهاً به، ونظمته قلادة، إما لحسن لونه أو لطيب ريحه، وقد حكى ابن التين: أن قيمته كانت اثني عشر درهماً. وهذا يؤيد أنه ليس جزعاً ظفارياً، إذ لو كان كذلك لكانت قيمته أكثر من ذلك. ووقع في رواية الواقدي " فكان في عنقي عقد من جزع ظفار، كانت أمي أدخلتني به على رسول الله صلى الله عليه وسلم ". قال النووي: وأما ظفار، فبفتح الظاء المعجمة، وكسر الراء، وهى مبنية على الكسر. تقول: هذه ظفار، ودخلت ظفار، وسافرت إلى ظفار - بكسر الراء بلا تنوين في الأحوال كلها -، وهي قرية باليمن. (٤) قال الحافظ في " الفتح ": وهو أصوب. (٥) قال النووي: " لم يهبلن " ضبطوه على أوجه. أظهرها: بضم الياء وفتح الهاء والباء المشددة، أي: يثقلن باللحم والشحم. والثاني: يهبلن، بفتح الياء والباء وإسكان الهاء بينهما. والثالث: بفتح الياء وضم الباء الموحدة. ويجوز بضم أوله وإسكان الهاء وكسر الموحدة. قال أهل اللغة: هبله اللحم وأهبله: إذا أثقله وكثر لحمه وشحمه. وفي رواية البخاري " لم يثقلن " وهو بمعناه: وهو أيضاً المراد بقولها " ولم يغشهن اللحم ". (٦) بضم العين، القليل، ويقال لها أيضاً: البلغة. (٧) قال الحافظ في " الفتح " ٨ / ٣٥٠: قال أبو زيد: التعريس: النزول في السفر في أي وقت كان. وقال غيره: أصله: النزول من آخر الليل في السفر للراحة. ووقع في حديث ابن عمر: بيان سبب تأخر صفوان، ولفظه " وكان صفوان سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعله على الساقة، فكان إذا رحل الناس قام يصلي، ثم اتبعهم، فمن سقط له شيء أتاه به ". وفي حديث أبي هريرة " وكان صفوان يتخلف عن الناس، فيصيب القدح والجراب والإداوة "، وفي مرسل مقاتل بن حيان " فيحمله فيقدم به فيعرفه أصحابه "، وكذا في مرسل سعيد بن جبير نحوه. (٨) قال الحافظ في " الفتح " ٨ /٣٢٢: " أدلج " بسكون الدال في روايتنا، وهو كادلج بتشديدها. وقيل: معناه بالسكون: سار من أوله. وبالتشديد: سار من آخره. وعلى هذا: فيكون الذي هنا بالتشديد، لأنه كان في آخر الليل، وكأنه تأخر في مكانه حتى قرب الصبح، فركب ليظهر له ما يسقط من الجيش مما يخفيه الليل، ويحتمل أن يكون سبب تأخيره: ما جرت به عادته من غلبة النوم عليه، كما في سنن أبي داود، إذ شكته امرأته. (٩) بالمثناة المكسورة، وهي للمؤنث مثل ذاكم للمذكر. واستدلت عائشة بهذه الحالة على أنها استشعرت منه بعض جفاء، ولكنها لما لم تكن تدري السبب لم تبالغ في التنقيب عن ذلك حتى عرفته. ووقع في رواية أبي أويس " إلا أنه يقول وهو مار: كيف تيكم؟ ولا يدخل عندي ولا يعودني، ويسأل عني أهل البيت "، وفي حديث ابن عمر: " وكنت أرى منه جفوة، ولا أدري من أي شيء؟ ". (١٠) جمع كنيف. وهو الساتر، والمراد به هنا: المكان المتخذ لقضاء الحاجة. (١١) بضم الراء وسكون الهاء. (١٢) ابن كعب بن سعد بن تميم بن بكر. (١٣) قال الحافظ: اسمها رائطة، حكاه أبو نعيم. (١٤) بضم الهمزة ومثلثتين، الأولى خفيفة، بينهما ألف، ابن عباد بن المطلب، فهو مطلبي من أبيه ⦗٢٥٥⦘ وأمه. وأصل المسطح: عود من أعواد الخباء، وهو لقب، واسمه: عوف، وقيل: عامر. والأول هو المعتمد، وكان هو وأمه من المهاجرين الأولين، وكان أبوه مات وهو صغير، فكفله أبو بكر لقرابة أم مسطح منه، وكانت وفاة مسطح سنة أربع وثلاثين، وقيل: سنة سبع وثلاثين، بعد أن شهد صفين مع علي رضي الله عنه. قاله الحافظ في " الفتح ". (١٥) أي كب لوجهه، أو هلك ولزمه الشر، أو بعد. (١٦) قال الحافظ في " الفتح " قوله: " فقلت: سبحان الله " استغاثت بالله متعجبة من وقوع مثل ذلك في حقها مع براءتها المحققة عندها. (١٧) قال الحافظ: ظاهره: أن السؤال وقع بعد ما علمت بالقصة، لأنها عقبت بكاءها تلك الليلة بهذا، ثم عقبت هذا بالخطبة. ورواية هشام بن عروة تشعر بأن السؤال والخطبة وقعا قبل أن تعلم عائشة بالأمر، فإن في أول رواية هشام عن أبيه عن عائشة " لما ذكر من شأني الذي ذكر، وما علمت به ⦗٢٥٦⦘ قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً " فذكر قصة الخطبة الآتية؛ ويمكن الجمع بأن الفاء في قوله " فدعا " عاطفة على شيء محذوف، تقديره: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك قد سمع ما قيل، فدعا علياً. (١٨) قال الحافظ في " الفتح ": قوله: " استلبث الوحي " بالرفع: أي طال لبث نزوله، وبالنصب: أي استبطأ النبي صلى الله عليه وسلم نزول الوحي. (١٩) قال الحافظ في " الفتح ": " هم أهلك " أي العفيفة اللائقة بك، ويحتمل أن يكون قال ذلك متبرئاً من المشورة، ووكل الأمر إلى رأي النبي صلى الله عليه وسلم، ثم لم يكتف بذلك، حتى أخبر بما عنده، فقال: " ولا نعلم إلا خيراً " وإطلاق " الأهل " على الزوجة شائع، قال ابن التين: أطلق عليها أهلاً، وذكرها بصيغة الجمع، حيث قال: " هم أهلك " إشارة إلى تعميم الأزواج بالوصف المذكور. اهـ، ويحتمل أن يكون جمع لإرادة تعظيمها. (٢٠) وإنما قال علي رضي الله عنه ذلك: تسهيلاً للأمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإزالة لما هو متلبس به، وتخفيفاً لما شاهده فيه، لا عداوة لها، حاشاهم عن ذلك، قاله الكرماني. (٢١) أي: ما رأيت فيها مما تسألون عنه شيئاً أصلاً، وأما من غيره: ففيها ما ذكرت من غلبة النوم لصغر سنها ورطوبة بدنها، قاله الحافظ في " الفتح ". (٢٢) أي: أعيبه. (٢٣) قال الحافظ في" الفتح ": وفي رواية مقسم " ما رأيت منها مذ كنت عندها إلا أني عجنت عجيناً، فقلت: احفظي هذه العجينة حتى أقتبس ناراً لأخبزها، فغفلت، فجاءت الشاة فأكلتها "، وهو يفسر المراد بقوله في رواية الباب: " حتى تأتي الداجن ". (٢٤) وإنما قال ذلك: لأنه سيدهم، فجزم أن حكمه فيهم نافذ. (٢٥) " من " الأولى تبعيضية والأخرى بيانية، ولهذا سقطت من رواية فليح، قاله الحافظ في " الفتح ". (٢٦) هي الفريعة بنت خالد بن حبيش بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن كعب بن ساعدة الأنصارية. (٢٧) أي: كامل الصلاح، وفي رواية الواقدي " وكان صالحاً لكن الغضب بلغ منه، ومع ذلك لم يغمص عليه في دينه ". قاله الحافظ في " الفتح ". (٢٨) قال الحافظ في " الفتح ": أطلق أُسيد ذلك مبالغة في زجره عن القول الذي قاله، وأراد بقوله: " فإنك منافق " أي: تصنع صنيع المنافقين، وفسره بقوله: " تجادل عن المنافقين " وقابل قوله لسعد بن معاذ: " كذبت، لا تقتله " بقوله هو: " كذبت لنقتلنه ". وقال المازري: إطلاق أسيد لم يرد به نفاق الكفر، وإنما أراد: أنه كان يظهر المودة لقومه الأوس، ثم ظهر منه في هذه القصة ضد ذلك. فأشبه حال المنافق، لأن حقيقة النفاق: إظهار شيء وإخفاء غيره، ولعل هذا هو السبب في ترك إنكار النبي صلى الله عليه وسلم. (٢٩) قال الحافظ في " الفتح ": أي أنهما جاءا إلى المكان الذي كنت به من بيتهما، لا أنها رجعت من عندهم إلى بيتها. ووقع في رواية محمد بن ثور عن معمر " وأنا في بيت أبوي ". (٣٠) قال الداودي: أمرها بالاعتراف، ولم يندبها إلى الكتمان، للفرق بين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن، فيجب على أزواجه الاعتراف بما يقع منهن، ولا يكتمنه إياه، لأنه لا يحل لنبي إمساك من يقع منها ذلك. بخلاف نساء الناس، فإنهن يندبن إلى الستر. وتعقبه عياض بأنه ليس في الحديث ما يدل على ذلك، ولا فيه أنه أمرها بالاعتراف، وإنما أمرها أن تستغفر الله وتتوب إليه، أي فيما بينها وبين ربها، فليس صريحا في الأمر لها بأن تعترف عند الناس بذلك، قال الحافظ: وسياق جواب عائشة يشعر بما قال الداودي، لكن المعترف عنده ليس إطلاقه فليتأمل. ويؤيد ما قال عياض: أن في رواية ابن حاطب، قالت " فقال أبي: إن كنت صنعت شيئاً فاستغفري الله، وإلا فأخبري رسول الله صلى الله عليه وسلم بعذرك ". (٣١) أي: أجد. (٣٢) قالت هذا، توطئة لعذرها، لكونها لم تستحضر اسم يعقوب عليه السلام. (٣٣) أي: ما فارق، ومصدره: الريم بالتحتانية، بخلاف رام، بمعنى: طلب. فمصدره: الروم. (٣٤) " البرحاء " بضم الموحدة وفتح الراء ثم مهملة ثم مد: هي شدة الحمى، وقيل: شدة الكرب، وقيل: شدة الحر، ومنه برح بي الهم: إذا بلغ غايته. (٣٥) قال الحافظ في " الفتح ": آخر العشرة قوله {والله يعلم وأنتم لا تعلمون} ، لكن وقع في رواية عطاء الخراساني عن الزهري " فأنزل الله {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم - إلى قوله - أن يغفر ⦗٢٦١⦘ الله لكم والله غفور رحيم} ، وعدد الآي إلى هذا الموضع: ثلاث عشرة آية، فلعل في قولها " العشر الآيات " مجازاً بطريق إلغاء الكسر. وفي رواية الحكم بن عيينة مرسلاً عند الطبري " لما خاض الناس في أمر عائشة " فذكر الحديث مختصراً، وفي آخره: فأنزل الله خمس عشرة آية من سورة النور - حتى بلغ - {الخبيثات للخبيثين} [النور: ٢٦] وهذا منه تجوز، فعدد الآي إلى هذا الموضع ست عشرة. وفي مرسل سعيد بن جبير عند ابن أبي حاتم والحاكم في " الإكليل ": فنزل ثماني عشرة آية متوالية كذبت من قذف عائشة {إن الذين جاءوا - إلى قوله - رزق كريم} ، وفيه ما فيه أيضاً. وتحرير العدة: سبع عشرة آية. قال الزمخشري: لم يقع في القرآن من التغليظ في معصية ما وقع في قصة الإفك بأوجز عبارة وأشبعها، لاشتماله على الوعيد الشديد، والعقاب البليغ، والزجر العنيف، واستعظام القول في ذلك، واستشناعه بطرق مختلفة، وأساليب متقنة، كل واحد منها كاف في بابه، بل ما وقع من وعيد عبدة الأوثان، إلا بما هو دون ذلك، وما ذلك إلا لإظهار علو منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتطهير من هو منه بسبيل. (٣٦) أي: لا تحلفوا، إذ الألية هي اليمين، قاله النووي. (٣٧) بكسر الفاء، وحكي فتحها. أي: جعلت أو شرعت. (٣٨) أي: تجادل لها وتتعصب، وتحكي ما قال أهل الإفك، أي: لتنخفض منزلة عائشة، وتعلو منزلة أختها زينب. (٣٩) هو بفتح النون: الستر، والمراد هنا: ثوبها الذي يكنفها، كناية عن الجماع، ومنه: هو في كنف الله وحفظه، والكنف أيضاً: الجانب، قاله الزركشي. (٤٠) قال الحافظ: أي: كما لا يعلم الصائغ من الذهب الأحمر إلا الخلوص من العيب، فكذلك أنا: لا أعلم منها إلا الخلوص من العيب. وفي رواية ابن أبي حاطب عن علقمة " فقالت الجارية الحبشية: والله لعائشة أطيب من الذهب، ولئن كانت صنعت ما قال الناس، ليخبرنك الله. قالت: فعجب الناس من فقهها ". (٤١) قال الحافظ في مقدمة " الفتح ": هو أبو أيوب الأنصاري، رواه الحاكم في " الإكليل ". (٤٢) بكسر اللام، كذا رواه القابسي، من التسليم وترك الكلام في إنكاره، وفتحها الحموي [[وبعضهم]] من السلامة من الخوض فيه. [[ورواه النسفي وابن السكن مسيئا من الإساءة في الحمل عليها وترك التحزب لها وكذا رواه ابن أبي خيثمة وعليه تدل فصول الحديث في غير موضع رواه ابن أبي شيبة، وعليه يدل فصول الحديث في غير موضع]] (*) ، وهو رضي الله عنه منزه أن يقول ما قال أهل الإفك. كما نص عليه في الحديث، ولكن أشار بفراقها، وشدد على بريرة في أمرها، قاله الزركشي. (٤٣) أي: ينشد شعراً يتغزل به. (٤٤) قال الحافظ: هذا مشكل، لأن ظاهره: أن المراد بقوله {والذي تولى كبره منهم} هو: حسان بن ثابت. وقد تقدم قبل هذا: أنه عبد الله بن أبي. وهو المعتمد. وقد وقع في رواية أبي حذيفة عن سفيان الثوري عند أبي نعيم في " المستخرج " وهو ممن تولى كبره فهذه الرواية أخف إشكالاً. (٤٥) البخاري ٥ / ١٩٨ - ٢٠١ في الشهادات، باب تعديل النساء بعضهن بعضاً، وباب القرعة في المشكلات، وفي الهبة، باب هبة المرأة لغير زوجها وعتقها. وفي الجهاد، باب حمل الرجل امرأته في الغزو دون بعض نسائه، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، وباب غزوة النساء، وفي تفسير سورة يوسف، باب {بل سولت لكم أنفسك أمراً} ، وفي تفسير سورة النور، باب {لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً} ، وباب {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا} ، وفي الأيمان والنذور، باب اليمين فيما لا يملك، وفي الاعتصام، باب قول الله تعالى {وأمرهم شورى بينهم} ، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " الماهر بالقرآن مع الكرام البررة "، ومسلم رقم (٢٧٧٠) في التوبة، باب حديث الإفك وقبول توبة القاذف، والترمذي رقم (٣١٧٩) في التفسير، باب ومن سورة النور، والنسائي ١ / ١٦٣ - ١٦٤ في الطهارة، باب بدء التيمم. قال العلماء: في هذا الحديث من الفوائد: جواز الحديث عن جماعة ملفقاً مجملاً، وفيه مشروعية القرعة حتى بين النساء، وفي المسافرة بهن، والسفر بالنساء حتى في الغزو، وجواز حكاية ما وقع للمرء من الفضل ولو كان فيه مدح ناس وذم ناس إذا تضمن ذلك إزالة توهم النقص عن الحاكي إذا كان بريئاً عند قصد نصح من يبلغه ذلك لئلا يقع فيما وقع فيه من سبق، وأن الاعتناء بالسلامة من وقوع الغير في الإثم أولى من تركه يقع في الإثم، وتحصيل الأجر للموقوع فيه، وفيه استعمال التوطئة فيما يحتاج إليه من الكلام، وأن الهودج يقوم مقام البيت في حجب المرأة، وجواز ركوب المرأة الهودج على ظهر البعير، ولو كان ذلك مما يشق عليه حيث يكون مطيقاً لذلك، وفيه خدمة الأجانب للمرأة من وراء الحجاب، وجواز تستر المرأة بالشيء المنفصل عن البدن، وتوجه المرأة لقضاء حاجتها وحدها وبغير إذن خاص من زوجها، بل اعتماداً على الإذن العام المستند إلى العرف العام، وجواز تحلي المرأة في السفر بالقلادة ونحوها، وصيانة المال ولو قل للنهي عن إضاعة المال، فإن عقد عائشة لم يكن من ذهب ⦗٢٧٠⦘ ولا جوهر، وفيه شؤم الحرص على المال لأنها لو لم تطل في التفتيش لرجعت بسرعة فلما زاد على قدر الحاجة أثر ما جرى، وتوقف رحيل الجند على إذن الأمير، والاسترجاع عند المصيبة، وتغطية المرأة وجهها عن نظر الأجنبي، وإغاثة الملهوف، وعون المنقطع، وإنقاذ الضائع، وإكرام ذوي القدر وإيثارهم بالركوب، وتجشم المشقة لأجل ذلك، وحسن الأدب مع الأجانب خصوصاً النساء، لا سيما في الخلوة، والمشي أمام المرأة ليستقر خاطرها وتأمن مما يتوهم من نظره لما عساه ينكشف منها في حركة المشي، وفيه ملاطفة الزوجة وحسن معاشرتها، والتقصير من ذلك عند إشاعة ما يقتضي النقص وإن لم يتحقق، وفائدة ذلك أن تتفطن لتغير الحال فتعتذر أو تعترف، وأنه لا ينبغي لأهل المريض أن يعلموه بما يؤذي باطنه لئلا يزيد ذلك في مرضه، وفيه السؤال عن المريض والإشارة إلى مراتب الهجران بالكلام والملاطفة، وفيه أن المرأة إذا خرجت لحاجة تستصحب من يؤنسها أو يخدمها ممن يؤمن عليها، وفيه ذب المسلم عن المسلم خصوصاً من كان من أهل الفضل، وردع من يؤذيهم ولو كان منهم بسبيل، وبيان مزيد فضيلة أهل بدر، وفيه البحث عن الأمر القبيح إذا أشيع، وتعرف صحته وفساده بالتنقيب على من قيل فيه، واستصحاب حال من اتهم بسوء إذا كان قبل ذلك معروفاً بالخير إذا لم يظهر عنه بالبحث ما يخالف ذلك، وفيه فضيلة قوية لأم مسطح لأنها لم تحاب ولدها في وقوعه في حق عائشة، بل تعمدت سبه على ذلك، وفيه مشروعية التسبيح عند سماع ما يعتقد السامع أنه كذب، وفيه توقف خروج المرأة من بيتها على إذن زوجها ولو كانت إلى أبويها، وفيه البحث عن الأمر المقول ممن يدل عليه المقول فيه، والتوقف في خبر الواحد ولو كان صادقاً، وطلب الارتقاء من مرتبة الظن إلى مرتبة اليقين، وأن خبر الواحد إذا جاء شيئاً بعد شيء أفاد القطع، لقول عائشة: " لأستيقن الخبر من قبلهما " وأن ذلك لا يتوقف على عدد معين، وفيه استشارة المرء أهل بطانته ممن يلوذ به بقرابة وغيرها، وتخصيص من جربت صحة رأيه منهم بذلك ولو كان غيره أقرب، والبحث عن حال من اتهم بشيء، وحكاية ذلك للكشف عن أمره، ولا يعد ذلك غيبة، وفيه استعمال " لا نعلم إلا خيراً " في التزكية، وأن ذلك كاف في حق من سبقت عدالته ممن يطلع على خفي أمره، وفيه التثبت في الشهادة، وفطنة الإمام عند الحادث المهم، والاستنصار بالأخصاء على الأجانب، وتوطئة العذر لمن يراد إيقاع العقاب به أو العتاب له، واستشارة الأعلى لمن هو دونه، وأن من استفسر عن حال شخص فأراد بيان ما فيه من عيب فليقدم ذكر عذره في ذلك إن كان يعلم، كما قالت بريرة في عائشة حيث عابتها بالنوم عن العجين فقدمت قبل ذلك أنها جارية حديثة السن، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يحكم لنفسه إلا بعد نزول الوحي، لأنه صلى الله عليه وسلم لم يجزم في القصة بشيء قبل نزول الوحي، وأن الحمية لله ورسوله لا تذم، وفيه فضائل جمة لعائشة ولأبويها ولصفوان ولعلي بن أبي طالب وأسامة وسعد بن معاذ وأسيد بن حضير، وفيه أن التعصب لأهل الباطل يخرج عن ⦗٢٧١⦘ اسم الصلاح، وجواز سب من يتعرض للباطل، ونسبته إلى ما يسوءه وإن لم يكن ذلك في الحقيقة فيه، وإطلاق الكذب على الخطأ، والقسم بلفظ " لعمر الله "، وفيه الندب إلى قطع الخصومة وتسكين ثائرة الفتنة، وسد ذريعة ذلك، واحتمال أخف الضررين بزوال أغلظهما، وفضل احتمال الأذى، وفيه مباعدة من خالف الرسول ولو كان قريباً حميماً، وفيه أن من آذى النبي صلى الله عليه وسلم بقول أو فعل يقتل؛ لأن سعد بن معاذ أطلق ذلك ولم ينكره النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه مساعدة من نزلت فيه بلية بالتوجع والبكاء والحزن، وفيه تثبت أبي بكر الصديق في الأمور لأنه لم ينقل عنه في هذه القصة مع تمادي الحال فيها شهراً كلمة فما فوقها، وفيه ابتداء الكلام في الأمر المهم بالتشهد والحمد والثناء، وقول: " أما بعد "، وتوقيف من نقل عنه ذنب على ما قيل فيه بعد البحث عنه، وأن قول: " كذا وكذا " يكنى بها عن الأحوال كما يكنى بها عن الأعداد ولا تختص بالأعداد، وفيه مشروعية التوبة، وأنها تقبل من المعترف المقلع المخلص، وأن مجرد الاعتراف لا يجزئ فيها، وأن الاعتراف بما لم يقع لا يجوز ولو عرف أنه يصدق في ذلك، ولا يؤاخذ على ما يترتب على اعترافه، بل عليه أن يقول الحق أو يسكت، وأن الصبر تحمد عاقبته ويغبط صاحبه، وفيه تقديم الكبير في الكلام، وتوقف من اشتبه عليه الأمر في الكلام، وفيه تبشير من تجددت له نعمة، أو اندفعت عنه نقمة، وفيه الضحك والفرح والاستبشار عند ذلك، ومعذرة من انزعج عند وقوع الشدة لصغر سن ونحوه، وإدلال المرأة على زوجها وأبويها، وتدريج من وقع في مصيبة فزالت عنه لئلا يهجم على قلبه الفرح من أول وهلة فيهلكه، وفيه أن الشدة إذا اشتدت أعقبها الفرج، وفضل من يفوض الأمر لربه، وأن من قوي على ذلك خف عنه الهم والغم، وفيه الحث على الإنفاق في سبيل الخير خصوصاً في صلة الرحم، ووقوع المغفرة لمن أحسن إلى من أساء إليه أو صفح عنه، وأن من حلف أن لا يفعل شيئاً من الخير استحب له الحنث، وجواز الاستشهاد بآي القرآن في النوازل، والتأسي بما وقع للأكابر من الأنبياء وغيرهم، وفيه التسبيح عند التعجب واستعظام الأمر، وذم الغيبة وذم سماعها وزجر من يتعاطاها لاسيما إن تضمنت تهمة المؤمن بما لم يقع منه، وذم إشاعة الفاحشة، وتحريم الشك في براءة عائشة رضي الله عنها. (٤٦) قال في " اللسان ": الإلمام في اللغة، يوجب أنك تأتي في الوقت. ولا تقيم على الشيء. فهذا معنى اللمم. قال أبو منصور: ويدل على صواب قوله قول العرب: ألممت بفلان إلماماً، وما تزورنا إلا لماماً. قال أبو عبيد: معناه: في الأحيان، على غير مواظبة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (٦/١٩٤) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (٦/١٩٧) قال: حدثنا بهز. قال: حدثني إبراهيم بن سعد، عن صالح. قال: بهز قلت له: ابن كيسان؟ قال: نعم. و «البخاري» (٣/٢١٩، و٤/٤٠، و٥/١١٠، و٦/٩٦، و٨/، ١٦٨، ١٧٢ و٩/١٧٦) قال: حدثنا حجاج بن منهال. قال: حدثنا عبد الله بن عمر النميري. قال: حدثنا يونس بن يزيد الأيلي. وفي (٣/٢٢٧) قال: حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود. وأفهمني بعضه أحمد. قال: حدثنا فليح بن سليمان. وفي (٥/١٤٨) ، (٦/، ٩٥ و٨/، ١٦٨، ١٦٢ و٩/١٣٩) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله -الأويسي -. قال: حدثنا إبر اهيم بن سعد، عن صالح وفي (٦/١٧٢) ٩، /١٩٣) ، وفي خلق أفعال العباد (صفحة ٣٥) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن يونس. وفي خلق أفعال العباد (٣٥) قال: حدثنا عبد الله. قال: حدثنا الليث، قال: حدثني يونس. و «مسلم» (٨/١١٢) قال: حدثنا حبان بن موسى. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. وقال: أخبرنا يونس بن يزيد الأيلى. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ومحمد بن رافع وعبد بن حميد. قال ابن رافع: حدثنا. وقال الأخران: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (٨/١١٨) قال: حدثني أبو الربيع العتكي قال: حدثنا فليح بن سليمان. (ح) وحدثنا الحسن بن علي الحلواني، وعبد بن حميد. قالا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان. و «أبو داود» (٤٧٣٥) قال حدثنا سليمان بن داود المهري. قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني يونس بن يزيد. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (١١/١٦١٢٦) عن أبي داود سليمان بن سيف الحراني، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح بن كيسان. (ح) وعن محمد بن عبد الأعلى، عن محمد بن ثور. عن معمر. وفي (١١/١٦١٢٩) عن سليمان بن داود المهري. عن ابن وهب. عن يونس وذكر آخر. أربعتهم - معمر بن راشد، وصالح بن كيسان، ويونس بن يزيد، وفليح ابن سليمان - عن ابن شهاب الزهري. قال: أخبرني سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعلقمة بن وقاص، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ابن مسعود، فذكره. * وأخرجه الحميدي (٢٨٤) قال: حدثنا سفيان. عن وائل بن داود، عن ابنه بكر بن وائل، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة، فذكره مختصرا. ليس فيه - عروة بن الزبير، ولا علقمة بن وقاص، ولا عبيد الله بن عبد الله -. وأخرجه أحمد (٦/١٩٨) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثني أبي عن صالح بن كيسان. قال: قال ابن شهاب: حدثني عروة فذكر الحديث. وأخرجه أحمد (٦/٢٦٤) قال: حدثنا محمد بن يزيد، يعني الواسطي، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ياعائشة، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله، فإن التوبة من الذنب الندم والاستغفار. وأخرجه البخاري (٣/٢٣١) قال: حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود قال: وحدثنا فليح، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة وعبد الله بن الزبير مثله. وأخرجه البخاري (٦/١٢٧) قال: حدثنا أبو نعيم. قال حدثنا سفيان عن معمر، عن الزهري عن عروة، عن عائشة، -رضي الله عنها- {والذي تولى كبره} قالت: عبد الله بن أبي بن سلول. وأخرجه النسائي في الكبير «تحفة الأشراف» (١١/١٦٣١١) عن الربيع عن سليمان، عن الشافعي، عن محمد بن علي بن شافع، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عائشة فذكره. وأخرجه أحمد (٦/٥٩) قال: حدثنا أبو أسامة. و «البخاري» (٩/١٣٩) قال: حدثني محمد ب حرب. قال: حدثنا يحيى بن أبي زكرياء الغساني. و «مسلم» (٨/١١٨) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد ابن العلاء قالا حدثنا أبوأسامة. و «أبو داود» (٥٢١٩) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال حدثنا حماد. و «الترمذي» (٣١٨٠) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو أسامة. ثلاثتهم -أبو أسامة، ويحيى، وحماد - عن هشام بن عروة، عن أبيه فذكره. وأخرجه أبو داود (٤٠٠٨) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد. قال: حدثنا هشام ابن عروة، أن عائشة، -رضي الله عنها- نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ علينا: {سورة أنزلناها وفرضناها} حتى أتى على هذه الآيات. قال أبو داود: يعني مخففة. - ورواه أيضا عن عائشة، القاسم بن محمد بن أبي بكر. أخرجه البخاري (٣/٢٣١) . ورواه أيضا عن عائشة عروة أخرجه أبو داود (٧٨٥) وراه أيضا عنه عائشة، أبو سلمة أخرجه أحمد (٦/٣٠و ٦/١٠٣) .
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كان في العبارة خلل ونقص أصلحناه من مشارق الأنوار للقاضي عياض