للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

منحة السلوك

عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "بُني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان". فهذه أركان خمسةٌ للدين.

أما الشهادتان: فموضعهما الكلام (١)، فلذلك لم يذكرهما المصنف؛ لأنه علم برأسه مستقل بنفسه (٢).

وأما الصلاة فلا شك أنها تالية الإيمان، وتاليته في الكتاب، والسّنة.


(١) أي علم الكلام.
(٢) إلا أنه علم مذموم، ذمه السلف، لاشتماله على أمور كاذبة مخالفة للحق، مصادمة لنصوص الكتاب والسنة، ولما يتولد منه من الشر، وإثارة الشبهات، وإفساد الدين، والشك فيه، والحيرة، وله ضرر في تأكيد اعتقاد البدعة، وتثبيتها في الصدور، بحيث تنبعث الدواعي، ويشتد الحرص على الإصرار عليها، وهم يزعمون أنهم يدفعون بالذي وصفوه الشبه، والشكوك، والفاضل، الذي يعلم أن الشبه، والشكوك زادت بذلك، ومن المحال أن لا يحصل الشفاء، والهدى والعلم، واليقين من كتاب الله، وكلام رسوله، ويحصل من كلام هؤلاء المتحيرين، بل الواجب أن يجعل ما قاله الله، ورسوله، هو الأصل، ويتدبر معناه، ويعقله، ويعرف برهانه ودليله العقلي، والخبري السمعي. وقد شدد السلف في التحذير من هذا العلم، فعن أبي يوسف أنه قال لبشر المريسي: "العلم بالكلام هو الجهل، والجهل بالكلام هو العلم، وإذا صار الرجل رأسًا في الكلام، قيل زنديق". وعنه أيضًا أنه قال: "من طلب العلم بالكلام تزندق"، وقال أبو زرعة، وأبو حاتم: "من طلب الدين بالكلام ضل". وقال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: "حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في العشائر والقبائل، ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب، والسنة، وأقبل على الكلام" ا. هـ.
وإقحام المصنف الشهادتين في علم الكلام خطأ، فإن موضعهما علم التوحيد، أو علم العقائد، ونحوهما لا علم الكلام.
كتاب الرد على علم المنطقيين لشيخ الإسلام ابن تيمية ص ١٤، صون المنطق والكلام عن فن المنطق والكلام ص ٤٦٤، شرح العقيدة الطحاوية ص ١١، ١٤٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>