للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والصيد مع الذبائح والكراهية

منحة السلوك

" تضمَّن الله لمن خرج في سبيله، لا يخرجه إلا جهادًا في سبيلي، وإيمانًا بي، وتصديقًا برسلي، فهو علي ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه، نائلًا ما نال، من أجرٍ، أو غنيمةٍ، والذي نفس محمدٍ بيده، ما من كَلْم (١) يُكلم في سبيل الله، إلا جاء يوم القيامة كهيئته حين كُلِم، لونه لون دم، وريحه ريح مسكٍ"، الحديث بتمامه في صحيح مسلم (٢) (٣).

وأما الصيد، والذبائح، فلا ريبة أنهما يكثران من الخلق بالنسبة إلى غيرهما من المباحات، لا سيما الذبائح، فتكون الحاجة ماسة إلى علمه.

وأما الكراهية: فلا غَرْوَ أن (٤) فيها بيان الحل، والحرمة، ولا شك أنَّ تمييز الحلال من الحرام، والاجتناب عنه (٥).


(١) الكَلْمُ هو: الجُرْح، وكلمته كلمًا من باب قتل جرحته: ومن باب ضرب لغة، ثم أطلق المصدر على الجرح، وجمع على كلوم وكِلام، مثل بحر، وبحور، وبحار.
لسان العرب ١٢/ ٥٢٤ مادة كلم، مختار الصحاح ص ٢٤٠ مادة كلم ك ل م، المصباح المنير ٢/ ٥٤٠ مادة كلَّمتُهُ.
(٢) وتمامه: "والذي نفس محمد بيده، لولا أن يشق على المسلمين، ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدًا، ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولا يجدون سعة ويشق عليهم، أن يتخلفوا عني، والذي نفس محمد بيده، لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل".
(٣) ٣/ ١٤٩٥ كتاب الإمارة، باب فضل الجهاد، والخروج في سبيل الله رقم ١٨٧٦ عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(٤) أي لا عَجَبَ.
المصباح المنير ٢/ ٤٤٦ مادة غَرِي، مختار الصحاح ص ١٩٨ مادة غ ر ا، القاموس المحيط ٣/ ٣٨٩ مادة غ ر و.
(٥) أي عن الحرام.

<<  <  ج: ص:  >  >>