للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رجال السند:

محمد بن يوسف الفريابي، وسفيان بن سعيد الثوري، هو ابن مسروق، إمام ثقة، وسليمان بن مهران الأعمش، وأبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي، هم أئمة ثقات، والصحابي عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-.

الشرح:

قوله: " قال رجل" جاء في رواية الإمام مسلم: قال أُناس، وفي رواية: قلنا (١)،

وهي عند ابن ماجه (٢).

قوله: «مَنْ أَحْسَنَ فِي الإِسْلَامِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا كَانَ عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ». بدأ الدارمي رحمه الله كتابه بهذا الباب للربط بين ماضي الناس في الجاهلية، وبين حاضرهم بعد أن بُعث إليهم نبي الهدى والرحمة -صلى الله عليه وسلم-، مراعيا التسلسل التاريخي لمبعثه -صلى الله عليه وسلم-، مشيرا إلى نهاية الجهل والشرك والظلم، وبداية العلم والتوحيد والعدالة والمساواة، وبيان أن مبعثه -صلى الله عليه وسلم- كان رحمة للعالمين، فمن آمن به -صلى الله عليه وسلم- وأسلم فإن الله -عز وجل- وعدهم الخير فقال: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (٣)، وكان أخوف ما يخاف المسلم من قريش ماضيه في الجاهلية، لعلمهم يقينا بالحق الذي جاء به نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وبما كانوا عليه من عظائم الأمور وأشدها الشرك بالله -عز وجل-، ولذلك لما جاء عمرو بن


(١) حديث (١٧١، ١٧٢).
(٢) حديث (٤٢٣٢).
(٣) الآية (٥٣) من سورة الزمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>