للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشرح:

هذا في أذان الفجر في رمضان، كان بلال -رضي الله عنه- يؤذن قبل الوقت، وعلل هذا قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «لا يمنعن أحدا منكم أذان بلال - أو قال نداء بلال - من سحوره، فإنه يؤذن- أو قال ينادي - بليل، ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم» (١)، المراد ليعلم بقرب طلوع الفجر، ويرد المتعبد بقيام الليل، ليتزود براحة أو سحور أو ماء، أو لوتر إن لم يكن أوتر أو يتأهب الساع للصبح ويصلح بعض شأنه كطهارة من حدث أصغر أو أكبر أو نحو ذلك مما يترتب على علمه بقرب طلوع الفجر.

أما أذان ابن أم مكتوم فلقطع الشك في عدم طلوع الفجر، وبسماعه يجب

الإمساك عن كل ما يحرم فعله بعد سماع الأذان.

ما يستفاد:

* جواز الأذان لصلاة الفجر قبل دخول وقتها، لتذكير الراغب في قيام أو وتر آخر الليل، أو لتنبيه من يصوم تطوعا بقرب طلوع الفجر، ولراغي في مناجاة ربه في وقت النزول وغير ذلك، ولا زالت هذه السنة قائمة في الحرمين المكي والمدني، فيؤذن قبل الوقت بساعة، لا يقال في الأذان الأول: الصلاة خير من النوم، وإنما يقال في الأذان الثاني للإعلام بدخول وقت صلاة الفجر، وهذه من نعم الله على عباده الصالحين، ولا حجة لمن منعه أو أنكره.

* جواز أن يكون في المسجد أكثر من مؤذن، قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: " كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة مؤذنين؛ بلال، وأبو محذورة، وابن أم مكتوم " (٢)، ذكرت أبا محذورة، وليس هو في المدينة كان يؤذن بمكة، والرابع هو سعد القرظ، وهو الثالث بالمدينة يأتي في التثويب.


(١) مسلم حديث (١٠٩٣).
(٢) السنن الكبير للبيهقي حديث (٢٠١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>