الأمة من وقوع شيء من ذلك، كما هو الحال في كل زمان، وأمنهم من عدو يستأصل الأمة بأسرها، وليس من ذلك ما قد يقع لبعض الأمة من عدوها، وأمنها من إجماع علمائها وعقلائها على ضلال، وليس منه وقوع الضلال من بعض الأمة، وفي رواية أحمد رحمه الله عدم منع الأمن من الاختلاف والتفرق، فقد يكون ذلك سخطا من الله عليها، ومن عقوبة الأمة وقوع الأمراض الفتاكة، كما هو الحال في اليمن اليوم من وباء الكلرا، بسبب تسلط بعضهم على بعض، وما يحدث في سوريا والعراق اليوم وغيرها، لا ريب أن ذلك عقوبة من الله -عز وجل-.
ما يستفاد:
*زيادة على ما سبق بيان بركة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكان زمنه رحمة للعالمين.
* بيان فضل الأمة إذ جعلها الله -عز وجل- آخر الأمم وجودا في الدنيا، وأولها بعثا في الآخرة ودخولا الجنة.
* بيان حرص نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- على الأمة كافة وسؤال ربه -عز وجل- ألا يعمهم بعذاب.
* بيان أن عموم الأمة آمنة من الهلاك بالقحط الشامل.
* وأنها آمنة من عدو يبيدها عن بكرة أبيها.
* أن الأمة لا يجتمع علماؤها وعقلاؤها إلا على الحق، وهذا كله من رحمة الله -عز وجل- بالأمة.