للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والنصارى، فقالوا: ما لنا أكثر عملا، وأقل عطاء؟ قال: «هل نقصتكم من حقكم؟ قالوا: لا، قال: فذلك، فضلي أوتيه من أشاء" (١).

قوله -صلى الله عليه وسلم-: «واختصر لي اختصارا» أي: أعطاه جوامع الكلم، فتملك الإيجاز، والإعجاز في الفصاحة، ويصح أن يكون المراد القرآن اختصر له أخبار من سبق من الأمم، وما نزل من الكتب، والتفضيل على الأمم لذلك قال -صلى الله عليه وسلم-: «فنحن الآخرون، ونحن السابقون يوم القيامة» (٢)، والمعنى ما ورد في قوله -صلى الله عليه وسلم-: «نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة، المقضي لهم قبل الخلائق» (٣)،

قوله -صلى الله عليه وسلم-: «وإن الله وعدني في أمتي وأجارهم من ثلاث: لا يعمهم بسنة (٤)، ولا يستأصلهم عدو، ولا يجمعهم على ضلالة» هذا الوعد من الله -عز وجل- تكريم لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقد سأل ربه ذلك زيادة فقال: «إني سألت ربي أن لا يهلك أمتي بسنة فأعطانيها، وسألته أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فيستبيحهم فأعطانيها، وسألته أن لا يلبسهم شيعا، ويذيق بعضهمبأسبعض فأبى علي، أو قال فمنعنيها، فقلت: حمى إذا أو طاعونا، حمى إذا أو طاعونا، حمى إذا أو طاعونا» ثلاث مرات (٥)، والمراد أن الله -عز وجل- أمن الأمة من هلاك عام بشدة وجوع يقع فيها فتهلك عن بكرة أبيها، ولم يؤمن بعض


(١) البخاري حديث (٢٢٦٨).
(٢) البخاري حديث (٢٣٨) ومسلم (٨٥٥).
(٣) مسلم حديث (٨٥٦).
(٤) أي قحط وإجداب، انظر (الصحاح ١/ ٦٢١).
(٥) أحمد حديث (٢٢١٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>