للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يفني بعضكم بعضا» أي: جماعات مختلفين، فيه إشارة إلى ما وقع بين الصحابة من الخلاف وقتال بعضهم بعضا، وليس هذا واقع حالهم بل يعم حال الأمة إلى يوم القيامة، بسبب اختلافهم في الاعتقاد، وحب الدنيا وشهواتها، ونهى عن اقتتال الأمة أشد النهي فقال: «لا ترجعوا بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض» (١)، ولعل هذا لا يراد به الكفر الحقيقي؛ لأن بعض الأعمال يطلق عليه الكفر تغليظا، إلا من استحل ما حرم الله -عز وجل-، قوله: «بين يدي الساعة موتان» أي: موت بسبب المرض كالطاعون، وآخر بسبب كثرة القتل قال -صلى الله عليه وسلم-: «لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج: وهو القتل القتل، حتى يكثر فيكم المال فيفيض، بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ مُوتَان شديد، وبعده سنوات الزلازل» (٢)، وقد كثر القتل بأسباب كثيرة منها قتل الناس بعضهم بعضا، وما يكون بسبب الزلازل، والعواصف، والفيضانات، وحوادث الطرق، وقد ذكر من ذلك الطاعون كتب لحقا في هامش بعض النسخ الخطبة، ولعل هذا أبرز الأسباب في زمان المعلق.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٥٨ - (٢) أَخْبَرَنَاْ عثمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أُتِيَ بِقَصْعَةٍ مِنْ ثَرِيدٍ فَوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَي الْقَوْمِ، فَتَعَاقَبُوهَا إِلَى الظُّهْرِ مِنْ غُدْوَةٍ يَقُومُ قَوْمٌ


(١) البخاري حديث (١٢١) ومسلم حديث (١١٨).
(٢) البخاري حديث (١٠٣٦) ومسلم حديث (١٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>