للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَبْنَاءُ اللَّهِ} (١)، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كذبتم بل أبوكم" فلان" ولا ريب أن أباهم إسرائيل -عليه السلام- وهو يعقوب بن إبراهيم الخليل -عليه السلام-، ثم سألهم فقال: «فمن أهل النار؟» فاعترفوا أنهم أهل النار، وزعموا أنهم يخرجون منها ويخلفهم المؤمنون، فكذبهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: «اخسئوا فيها» وهكذا يقول الله -عز وجل- لأهل النار: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} (٢)، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «والله لا نخلفكم فيها أبدا» وهذه بشارة للأمة؛ لأن من يدخل النار من عصاة المسلمين يخرج منها فلا يتصور أنه يخلف غيره أصلا، ونعوذ بالله العظيم من دخول النار، ومن صلف اليهود وكذبهم أنهم قالوا: {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً} (٣)، قال ابن عباس: رضي الله عنهما: " إن اليهود كانوا يقولون: مدة الدنيا سبعة آلاف سنة، الدنيا يوما واحدا في النار؛ وإنما هي سبعة أيام معدودة ثم ينقطع العذاب" (٤). أما سؤالهم عن تسميم الشاة، فقد كشف لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عصمته وأن الله -عز وجل- أطلعه على ما فعلوا وهو من الغيب الذي لا يعلمه أحد، فلما قررهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ذلك أبدوا معرفتهم بأنه إن نبيا حقا فسيكشف له ذلك ولا يضره، وإن كان يطلب ملكا هلك واستراحوا منه.


(١) من الآية (١٨) من سورة المائدة.
(٢) من الآية (١٠٨) من سورة المؤمنون.
(٣) من الآية (٨٠) من سورة البقرة، ومن الآية (٢٤) من سورة آل عمران.
(٤) انظر أحاديث في الفتن والحوادث، حديث (١٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>