للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثنا أبو النعمان.

قوله: «قحط أهل المدينة قحطا شديدا».

المراد أجدبت الأرض ولم ينزل الغيث، فهلك الضرع والزرع، ولا ريب أن حياة الناس لا تقوم إلا على المواشي، والزراعة.

قوله: «فشكوا إلى عائشة فقالت: انظروا قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فاجعلوا منه كوا إلى السماء، حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف».

شكوا الشدة إلى أم المؤمنين رضي الله عنها لمكانها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومن أبيها أبو بكر -رضي الله عنه-، ولفقهها متوسمين إرشادهم بما لا يخالف الشرع، فاجتهدت في الفتوى، والمجتهد إن أصاب فله أجران؛ أجر الاجتهاد، وأجر الإصابة، وإن أخطأ له أجر الاجتهاد، وخطؤه مغفور.

قوله: «فقالت: انظروا قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فاجعلوا منه كوا إلى السماء، حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف».

أم المؤمنين لم تأمر بمخاطبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بشيء، بل أمرتهم رضي الله عنها بفعل وهو أن يفتحوا في السقف فتحات بحيث لا يحجب قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن السماء، وهذا اجتهاد منها في الاستشفاع برسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد موته، بغير دعائه، ولا مخاطبته بطلب.

قوله: «ففعلوا» المراد فعلو ما أمرتهم به أم المؤمنين من فتح كوًا في السقف.

قول: «فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل، حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق».

<<  <  ج: ص:  >  >>