المراد أجدبت الأرض ولم ينزل الغيث، فهلك الضرع والزرع، ولا ريب أن حياة الناس لا تقوم إلا على المواشي، والزراعة.
قوله:«فشكوا إلى عائشة فقالت: انظروا قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فاجعلوا منه كوا إلى السماء، حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف».
شكوا الشدة إلى أم المؤمنين رضي الله عنها لمكانها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومن أبيها أبو بكر -رضي الله عنه-، ولفقهها متوسمين إرشادهم بما لا يخالف الشرع، فاجتهدت في الفتوى، والمجتهد إن أصاب فله أجران؛ أجر الاجتهاد، وأجر الإصابة، وإن أخطأ له أجر الاجتهاد، وخطؤه مغفور.
قوله:«فقالت: انظروا قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فاجعلوا منه كوا إلى السماء، حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف».
أم المؤمنين لم تأمر بمخاطبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بشيء، بل أمرتهم رضي الله عنها بفعل وهو أن يفتحوا في السقف فتحات بحيث لا يحجب قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن السماء، وهذا اجتهاد منها في الاستشفاع برسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد موته، بغير دعائه، ولا مخاطبته بطلب.
قوله:«ففعلوا» المراد فعلو ما أمرتهم به أم المؤمنين من فتح كوًا في السقف.
قول:«فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل، حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق».