للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المراد أن أسنمة الإبل تنفطر وتنشق من كثر السمن، والمسألة فيها الخلاف بين العلماء شديد، فقد طعن العلماء في صحة هذه الرواية وتكلموا في بعض رواتها، من غير طريق الدارمي هذه فإن سندها حسن، ولا سبيل إلى الطعن في رواتها، ولكن أن هذا واقعة عين لا تقوى على رد عدم جواز الاستشفاع برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وما ذكر عن عمر -رضي الله عنه- أن خازنه على الطعام قال: " أصاب الناس قحط في زمن عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتي الرجل في المنام فقيل له: ائت عمر فأقرئه السلام، وأخبره أنكم مستقيمون وقل له: عليك الكيس، عليك الكيس.

فأتى عمر فأخبره فبكى عمر ثم قال: " يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه " (١).

هذه قصة فيها نظر، إن عرفنا خازن عمر على الطعام، واسمه مالك بن عياض، سكت عنه الإمامان، ووثقه ابن حبان، ولكن من الرجل الذي ذهب إلى قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟، وهل توقف القحط بعد ذلك في عهد عمر -رضي الله عنه-؟، ومتى كان عام الرمادة الذي اشتد فيه القحط والشدة، حتى علا وجوه الناس مثل الرماد من الجوع، ولماذا لا يذهب إلى القبر بنفسه -رضي الله عنه-، ويخاطب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهو الذي سماه الفاروق، ولم لمّا احتاج الناس إلى طلب السقيا نادى عمر -رضي الله عنه- العباس وقال: " اللهم إنا كنا إذا قحطنا على عهد نبيك -صلى الله عليه وسلم- واستسقينا به فسقيتنا، وأنا نتوسل إليك اليوم بعم نبيك -صلى الله عليه وسلم- فاسقنا " (٢). وقد


(١) ابن أبي شيبة حديث (٣٢٠٠٢).
(٢) ابن خزيمة حديث (٢٨٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>