للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأن ما كل ما يسأل عنه نجد له جوابا، وربما أوقعتنا كثرة الأسئلة في الخطأ، ولو اجتهدنا نحرم حلالا، أو نحل حراما.

قوله: «إِنَّ آخِرَ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنَ آيَةُ الرِّبَا، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَمْ يُبَيِّنْهَا لَنَا حَتَّى مَاتَ».

المراد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توفي بعد نزول آية الربا بليال، على أكثر ما قيل: إحدى وعشرين ليلة، ولكن قول عمر هذا معارض بقول البراء -رضي الله عنه-: آخر سورة نزلت براءة، وآخر آية نزلت: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} (١)، وقد جمع بينهما ابن حجر رحمه الله فقال: فيجمع بينه وبين قول بن عباس بأن الآيتين نزلتا جميعا فيصدق أن كلا منهما آخر بالنسبة لما عداهما ويحتمل أن تكون الأخرية في آية النساء مقيدة بما يتعلق بالمواريث مثلا بخلاف آية البقرة ويحتمل عكسه والأول أرجح لما في آية البقرة من الإشارة إلى معنى الوفاة المستلزمة لخاتمة النزول (٢)، قال الله -عز وجل-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (٣)، فما هو الذي بقي من الربا، ولم يبنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وابن حزم رحمه الله: لم يرتض هذا القول من عمر -رضي الله عنه- وقال: " حاش لله من أن يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يبين الربا الذي توعد فيه أشد الوعيد، والذي أذن الله تعالى فيه


(١) من الآية (١٧٦) من سورة النساء.
وانظر البخاري حديث (٤٦٠٥).
(٢) فتح الباري ٨/ ٢٠٥.
(٣) الآية (٢٧٨) من سورة البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>