جعل حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- المفتين ثلاثة أقسام، فمنهم من يفتي الناس بعلم وتقوى يتدرج وفق المنهج الصحيح بدأ بكتاب الله -عز وجل-، ثم السنة النبوية، ثم سؤال العلماء المعتبرين، فقد يكون عندهم من العلم ما ليس عنده، ثم الاجماع، ثم قياس الأشباه والنظائر، ومثل حذيفة -رضي الله عنه- للرجل الإمام الوالي بعمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، قال سعيد بن المسيب رحمه الله:" ما أعلم أحدا من الناس كان أعلم بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عمربن الخطاب "، وهذه شهادة حق تنطبق على عمر -رضي الله عنه- بعد وفاة أبي بكر، وقد كان أبو بكر -رضي الله عنه- أعلم، وقال عمرو بن ميمون رحمه الله:" ذهب عمر بثلثي العلم"، وسيأتي عند الدارمي رقم ٣٦١ قول إبراهيم النخعي رحمه الله:" ذهب عمر بتسعة أعشار العلم ".
والثاني: رجل عالم بالناسخ والمنسوخ من القرآن، وكذلك بالمحكم والمتشابه.