للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رجال السند:

مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، أبو جعفر من أعلم الناس بحديث هشيم، إمام ثقة، يعرف بابن الطباع، وهو أخوا إسحاق، وهُشَيْمٌ، هو بشير إمام ثقة تقدم، وأَبُو الزُّبَيْرِ، هو محمد بن مسلم بن تدرس، إمام ثقة يدلس تقدم، وجَابِرٌ، هو ابن عبدالله -رضي الله عنه-.

الشرح:

قوله: «مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ».

هذا تحذير للأمة بأسرها من الكذب عليه -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه لا ينطق عن الهوى؛ ولأنه المشرّع -صلى الله عليه وسلم-، ووهذا بمعنى الدعاء منه -صلى الله عليه وسلم- على من كذب عليه، كأنه قال: من كذب علي متعمدا بوأه الله مقعده من النار، ثم أخرج الدعاء عليه مخرج الأمر له به، أي: فليتخذ مقعدا في النار، وهذا كثير في كلام العرب.

فإن قيل: ذلك عام في كل كذب في أمر الدين، وغيره أو في بعض الأمور؟، فالجواب أن العلماء رحمهم الله اختلفوا في ذلك، فقال بعضهم: معناه الخصوص في الدين، والمراد: من كذب عليه في الدين، فنسب إليه تحريم حلال، أو تحليل حرام متعمدا، فإنه يدخل النار، ولذلك كره الصحابة -رضي الله عنه- الإكثار من الحديث خشية الزلل، وخوفا من هذا الوعيد، وقد كره الإكثار من الرواية عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وقال: " أقلوا الحديث عن رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، وأنا شريككم" ومعناه وأنا أيضا أقل الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإنما كره

<<  <  ج: ص:  >  >>