للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من الخلاف والتنازع فإن ذلك سبب الفشل، وذهاب الهيبة وضعف القوة، وهذا جالب للهزيمة، وسوء العاقبة في الدنيا والآخرة، وأمرهم بالصبر؛ لأنه تعالى عون الصابرين؛ ولأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع الأمير فقد أطاعني، ومن عصى الأمير فقد عصاني» (١)، وشدد في طاعة الأمير، قال أبو ذر -رضي الله عنه-: «إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع، وإن كان عبدا مجدع الأطراف» (٢).

وتقدم برقم ٩٦ - (١) القول في بعض فقرات حديث العرباض -رضي الله عنه- الربط بين الطاعات الثلاث.

قوله: «فَمَنْ سَوَّدَهُ قَوْمُهُ عَلَى الْفَقْهِ كَانَ حَيَاةً لَهُ وَلَهُمْ».

المراد من جعله قومه سيدا عليهم فهو بين أمرين: هذا الأول وهو أن يكون ذا حظ من العلم والفقه في دين الله -عز وجل-، ففي سيادته على قومه حياة طيبة لهم في دينهم ودنياهم؛ لأنها لا تستقيم إلا بالعلم والفقه في الدين.

قوله: «وَمَنْ سَوَّدَهُ قَوْمُهُ عَلَى غَيْرِ فِقْهٍ كَانَ هَلَاكاً لَهُ وَلَهُمْ».

هذا هو الأمر الثاني: أن يجعله قومه سيدا عليهم وهو على جهل في دين الله -عز وجل-؛ لأنه سيقودهم إلى المهالك انطلاقا من جهله، ولا ريب أن حال الأمة اليوم خير شاهد على هذا، فقد كثر الفساد في الأرض، وعم البلاء المسلمين بسبب عدم فقه من ساد عليهم، وهذا بلاء لا ينكشف إلا بالرجوع إلى منهج الكتاب والسنة وربط الطاعات الثلاث بعضها ببعض، فهي كل


(١) أحمد حديث (٧٤٣٤).
(٢) مسلم حديث (١٨٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>