للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أي: لا تتعلموا العلم من أجل المباهاة به، لكسب الشهرة، ولفت أنظار الناس وهذا منهج أهل البدع يجادلون دفاعا عن البدع لإبهار الناس بها واعتناقها، وبذلك افترقت الأمة فرقا كثيرة بسبب البدع ولاسيما في الاعتقاد حتى كفّر بعضهم بعضا، ولم ينج منهم إلا فرقة واحدة من لم يبتدع في دين الله -عز وجل-، وسار على السنن، وهم من قال عنهم الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس» (١)؛ لأنهم لم يحيدوا عن منهج الكتاب والسنة، وفي رواية الثلاث وسبعين فرقة قال -صلى الله عليه وسلم- عن الفرقة الناجية لمّا قيل له: من هم يا رسول الله؟: «من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي» (٢).

قوله: «وَابْتَغُوا بِقَوْلِكُمْ مَا عِنْدَ اللَّهِ فَإِنَّهُ يَدُومُ وَيَبْقَى».

أمرهم بإخلاص أقوالهم وأعمالهم لله -عز وجل-، ولا يطلب بها الدنيا، ولاسيما

طلب العلم الشرعي، وتعليم الناس، ودعوتهم إليه؛ لأنه يدوم في الدنيا ما دام مبنيا على الإخلاص لله -عز وجل-، ويبقى ثوابه في الآخرة، ولذلك ربط رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاح الأعمال وفسادها بالنية والقصد من ذلك فقال -صلى الله عليه وسلم-: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إلى امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه» (٣)، قال معاذ بن جبل -رضي الله عنه-: " تعلموا العلم فإن تعلمه خشية، وطلبه عبادة، ومدارسته


(١) مسلم حديث (١٠٣٧).
(٢) الحجة في بيان المحجة (١/ ١١٩.
(٣) البخاري حديث (١) ومسلم حديث (١٩٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>