للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٢٦٩ - (٩) أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ -رضي الله عنه-: " اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ بَعْدَ أَنْ تَعْلَمُوا، فَلَنْ يَأْجُرَكُمُ اللَّهُ -عز وجل- بِالْعِلْمِ حَتَّى تَعْمَلُوا " (١).

رجال السند:

مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، هو الطاطري إمام ثقة تقدم، وسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، هو التنوخي إمام ثقة تقدم، ويَزِيدَ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، هو أخو عبد الرحمن ابن يزيد، ثبت في مكحول، وخلفه في الفتوى والفقه، إمام ثقة، لم يدرك معاذا، ومُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ -رضي الله عنه-.

الشرح:

قوله: «اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ بَعْدَ أَنْ تَعْلَمُوا».

هذا المراد به التهديد على غرار قوله تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ

شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} (٢)، فكان معاذا -رضي الله عنه- أراد يبين للناس أن الأجر على طلب العلم مرتبط بالنية والعمل به.

قوله: «فَلَنْ يَأْجُرَكُمُ اللَّهُ -عز وجل- بِالْعِلْمِ حَتَّى تَعْمَلُوا».

كأن معاذا -رضي الله عنه- أراد وعيدا ليبين أن العلم بدون عمل لا أجر فيه، حتى يعمل به فينال الأجر من الله -عز وجل-، ومعلوم أن من لم يعمل بما علم من الحق فيه شبه من اليهود، وسيعاقب على ذلك؛ لأن العالم يسأل عن علمه ماذا عمل


(١) رجاله ثقات، وفيه انقطاع بين يزيد ومعاذ.
(٢) من الآية (٢٩) من سورة الكهف.

<<  <  ج: ص:  >  >>