للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إمام ثقة تقدم، وعِمْرَانُ الْمِنْقَرِيُّ، هو ابن مسلم أبو بكر البصري، لابأس به روى له الشيخان، واِلْحَسَنِ، هو البصري من سادات التابعين.

الشرح:

هذه رواية المنقري لم يذكر ما قال الحسن، وكان الرد من الحسن رحمه الله عنيفا؛ لأن رد المنقري رحمه كان فيه إعلاء لمن وصفهم بالفقهاء، ولم يكن تعبيره ألطف، وعنفه الحسن رحمه الله حين قال: ورأيت أنت فقيها قط، أي: أنت لم تر فقيها على الإطلاق، ثم ذكر الحسن من يستحق في نظره أن يوصف بالفقه، وهو الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، البصير بأمر دينه، المداوم على عبادة ربه -عز وجل-، وصدق الحسن رحمه الله إذا اجتمعت هذه الصفات في شخص فهو الفقيه حقا، ولكن المنقري رحمه الله أراد من خالف الحسن رحمه الله في المسألة المذكورة له.

وقد وردت رواية أخرى عن الحسن قال مطر الوراق: " سألت الحسن عن مسألة، فقال فيها، فقلت: يا أبا سعيد يأبى عليك الفقهاء ويخالفونك، فقال: ثكلتك أمك مطر، وهل رأيت فقيها قط؟ وهل تدري ما الفقيه؟ الفقيه الورع الزاهد الذي لا يسخر ممن أسفل منه، ولا يهمز من فوقه، ولا يأخذ على علم علمه الله حطاما " (١)، وفي رواية أخرى بين مطر المسألة فقال: " يا أبا سعيد إن امرأة جعلت على نفسها إن قدم زوجها أن تصوم من يومها شهرا


(١) أخلاق العلماء للآجري ١/ ٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>