للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المجادلة بالباطل، ودحض الحق، أما لنصرة الحق ورد الباطل فهي المحاورة، والمخاصمة مذمومة؛ المخاصم لا يطلب الحق، وهو عكس المحاور، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم». المراد بالمواعظ والتعليم، وليس كل من حدث في غير ذات الله كاذبا ولا ظالما، فهمنا من الحديث في المنافع المباحة وتعليم الناس ما ينفعهم فيها، فمن يحدث بها وبالأخبار الصادقة ليس كاذبا ولا ظالما، ورحم الله أبا الدرداء فما كان همه إلا الآخرة، والحديث أخرجه البخاري حديث (٢٤٥٧) ومسلم حديث (٢٦٦٨).

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٣٠٣ - (٧) أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَخِيهِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ الْمِنْقَرِيِّ قَالَ: " قُلْتُ لِلْحَسَنِ يَوْماً فِي شَيْءٍ قَالَهُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ لَيْسَ هَكَذَا يَقُولُ الْفُقَهَاءُ، فَقَالَ: وَيْحَكَ (١) وَرَأَيْتَ أَنْتَ فَقِيهاً قَطُّ، إِنَّمَا الْفَقِيهُ الزَّاهِدُ فِي الدُّنْيَا، الرَّاغِبُ فِي الآخِرَةِ، الْبَصِيرُ بِأَمْرِ دِينِهِ، الْمُدَاوِمُ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّه -عز وجل- " (٢).

رجال السند:

الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، هو أبو علي المؤدب، إمام لابأس به، الْمُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ، هو أبو عبد الرحمن الكوفي، أخو سفيان الثوري، ثقة، وسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ،


(١) قال ابن الأثير: كلمة ترحّم وتوجّع، تقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها، وقد يقال بمعنى المدح والتعجب (النهاية ٥/ ٢٣٥) وانظر (الصحاح ٢/ ٧١٨).
(٢) سنده حسن، وانظر: القطوف رقم (١٩٣/ ٢٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>