للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْبَذَاءَ وَالْجَفَاءَ وَالشُّحَّ مِنَ النِّفَاقِ، وَهُنَّ مِمَّا يَزِدْنَ فِي الدُّنْيَا، وَيُنْقِصْنَ فِي الآخِرَةِ، وَمَا يُنْقِصْنَ فِي الآخِرَةِ أَكْثَرُ» (١).

رجال السند:

الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ، هو أبو علي النيسابوري، لابأس به تقدم، وأَبُو أُسَامَةَ، هو حماد بن أسامة، إمام ثقة تقدم، ثَنَا أَبُو غِفَارٍ: الْمُثَنَّى بْنُ سَعْدٍ الطَّائِيُّ، هو بصري صالح الحديث، وعَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، هو ابْن عتبَة ابْن مَسْعُود الْهُذلِيّ ثقة تقدم، قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، هو الخليفة العادل رحمه الله.

الشرح:

قوله: «حَدَّثَنِي فُلَانٌ _ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَعَرَفَهُ عُمَرُ».

ذكر أنه من الصحابة، وعرفه عمر، ومعلوم أن جهالة الصحابي لا تضر، والطاهر أنه قرة -رضي الله عنه- فقد قال: كنا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكر عنده الحياء، فقالوا: يا رسول الله، الحياء من الدين؟، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " بل هو الدين كله "، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الحياء العفاف، والعي عي اللسان، لا عي القلب، والعمل من الإيمان، وإنهن يزدن في الآخرة، وينقصن من الدنيا، وما يزدن في الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا». قال إياس بن معاوية: " فأمرني عمر بن عبد العزيز فأمليتها عليه، ثم كتبها بخطه، ثم صلى بنا الظهر والعصر، وإنه لفي كمه، ما وضعها إعجابا بها " (٢).

قوله: «إِنَّ الْحَيَاءَ وَالْعَفَافَ».

الحياء خلق كريم مر النبي -صلى الله عليه وسلم- على رجل، وهو يعاتب أخاه في الحياء، يقول: إنك لتستحيي، حتى كأنه يقول: قد أضر بك، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «دعه، فإن الحياء من الإيمان» (٣)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار» (٤)، وقد وصف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنه كان «أشد حياء من العذراء


(١) سنده حسن.
(٢) السنن الكبير للبيهقي حديث (٢٠٨٠٨).
(٣) البخاري حديث (٦١١٨) ومسلم حديث (٣٦).
(٤) الترمذي حديث (٢٠٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>