للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيحصل النقص، والعكس صحيح.

قوله: «وَمَا يُنْقِصْنَ فِي الآخِرَةِ أَكْثَرُ».

المراد أن كثرة المعاصي في الدنيا تُنقِص وزن الأعمال الصالحة في الآخرة، فالمؤمن يحتاط لذلك بأمرين:

الأول: الاستغفار من المعصية.

والثاني: المبادرة بالتوبة الصادقة، حتى يلق الله -عز وجل- خاليا من الذنوب أو قليلها، ورحمة الله -عز وجل- وعفوه فوق ذلك كله.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٥٢٤ - (٢٨) أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: " خَرَجَ عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ وَمَعَهُ قِرْطَاسٌ، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا لِصَلَاةِ الْعَصْرِ وَهُوَ مَعَهُ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا هَذَا الْكِتَابُ؟، قَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَدَّثَنِي بِهِ عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَأَعْجَبَنِي فَكَتَبْتُهُ. فَإِذَا فِيهِ هَذَا الْحَدِيثُ " (١).

رجال السند:

الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ، وأَبُو أُسَامَةَ، تقدما آنفا، وسُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، هو أبو سعيد القيسي، بصري إمام ثقة، قال شعبة: هو سيد أهل البصرة، وأَبُو قِلَابَةَ، هو الجرمي، ثقة إمام، وعون بن عبد الله، ابْن عتبَة بْن مَسْعُود الْهُذلِيّ ثقة تقدم، وانظر السابق.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٥٢٥ - (٢٩) أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ، ثَنَا مَسْعُودٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ شُرَحْبِيلَ أَبِي سَعْدٍ قَالَ: دَعَا الْحَسَنُ بَنِيهِ وَبَنِي أَخِيهِ فَقَالَ: " يَا بَنِيَّ وَبَنِي أَخِي إِنَّكُمْ صِغَارُ قَوْمٍ يُوشِكُ أَنْ تَكُونُوا كِبَارَ آخَرِينَ، فَتَعَلَّمُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ أَنْ يَرْوِيَهُ - أَوْ قَالَ يَحْفَظَهُ - فَلْيَكْتُبْهُ وَلْيَضَعْهُ فِي بَيْتِهِ " (٢).


(١) سنده حسن، ومراده الحديث السابق، وفي هذا كتابة عمر للعلم.
(٢) سنده حسن، وانظر: القطوف رقم (٤٠١/ ٦٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>