للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الإسلام سنة حسنة، فعمل بها بعده، كتب له مثل أجر من عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده، كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء» (١)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا» (٢)، فالداعي الى ما يهتدى به من العمل الصالح يكتب له مثل أجر من اهتدى بدعوته، وكذلك الداعي إلى ضلالة، يحمل مثل إثم من ضل بدعوته، ولدفع توهم أن أجر الداعي يكون بالنقص من أجر التابع وضمه الى أجر الداعي نفى النقصان من أجر التابع، وكذلك الحال في إثم الداعي إلى ضلاله، وأصل هذا قول الله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} (٣)، وقوله -عز وجل-: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ} (٤)، وهذا يؤكد أثر المتابعة في الخير والشر، لذلك قال الله -عز وجل-: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} (٥)، وهذا يتناول ما قلَّ وما جلَّ من الخير والشر، ولذلك لما جاء قوم حفاة عراة فتمعر وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لِما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج، فأمر بلالا فأذن وأقام، فصلى ثم خطب ومما قال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ} (٦)، «تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره، حتى قال: ولو بشق تمرة» (٧) فلم يفرق بين قليل ولا كثير، وقد رضي الله القليل من ذلك الصحابي -رضي الله عنه-، الذي جاء بنصف صاع،


(١) مسلم حديث (١٠١٧).
(٢) مسلم حديث (٢٦٧٤).
(٣) الآية (٢٥) من سورة النحل.
(٤) من الآية (١٣) من سورة العنكبوت.
(٥) من الآية (١٢) من سورة يس.
(٦) من الآية (١٨) من سورة الحشر.
(٧) مسلم حديث (١٠١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>