للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وجاء إنسان بشيء كثير، فقالوا: إن الله غني عن صدقة هذا، وقالوا: هذا مراء، فنزلت {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (١).

ما يستفاد:

* الحرص على الدعوة إلى الخير والأعمال الصالحة وسن كل ما يتفق مع الكتاب والسنة.

* الحذر من البدع بما لا يتفق مع الكتاب والسنة، والبعد عن الدعوة إليها.

* إظهار التعاون على البر والتقوى، تحقيقا لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم، كمثل الجسد، إذا اشتكى عضوا تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى» (٢).

* عدم احتقار ما قل من عمل الخير، ولو كان شق تمرة، جاءت امرأة إلى عائشة رضي الله عنها تسأل ومعها صبيان فأعطتها ثلاث تمرات، فأعطت كل صبي تمرة تمرة، وأمسكت لنفسها تمرة، فأكل الصبيان التمرتين، فعمدت إلى التمرة فشقتها نصفين فأعطت كل صبي لها نصف تمرة، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته فقال: «وما يعجبك منها لقد رحمها الله برحمتها صبيها» (٣)، وفي رواية: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

«حاملات، والدات، مرضعات، رحيمات بأولادهن، لولا ما يأتين إلى أزواجهن دخل مصلياتُهن الجنة» (٤).

عدم احتقار ما صغر من الذنوب، وإن قل عملا بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في خطبته يوم الحج الأكبر: «ألا إن الشيطان قد يئس أن يعبد في بلدكم هذا أبدا، ولكن ستكون طاعة في بعض ما تحقرون من أعمالكم يرضى بها» (٥).


(١) الآية (٧٩) من سورة التوبة.
(٢) البخاري حديث (٦٠١١) ومسلم حديث (٢٥٨٦).
(٣) المستدرك حديث (٧٣٤٩).
(٤) الطبراني حديث (٧٩٨٥).
(٥) ابن أبي شيبة حديث (٥٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>