للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو ممن رمى في حصن بني قريظة: رمى بثلاثة أسهم، قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول يوم قريظة: «من أدخل الحصن سهما وجبت له الجنة» والرجل السائل صحابي أيضا، ولا تضر جهالته، ولا علاقة لها بالسند، وقد يكون أبا ذر -رضي الله عنه-، كما في الرواية التالية، وقد تحمل على تعدد الرواية عن أكثر من صحابي كما في رواية ابن إسحاق، بسنده عن خالد بن معدان، عن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنهم قالوا: يا رسول الله أخبرنا عن نفسك، قال: «أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى بن مريم، ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام، واسترضعت في بني سعد بن بكر (١)، فبينا أنا مع أخ لي في بهم لنا … » وذكر القصة (٢)، وهذا يدل على تعدد الرواية في هذا الأمر.

الشرح:

هذا حديث حسن فيه دلالة على عناية الله -عز وجل- بنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وتهيئته لمقام النبوة وختم الرسل والرسالات، ولعل هذا أول حدث له مع الملائكة، إذ كان -صلى الله عليه وسلم- في بني سعد من ديار ثقيف، عند مرضعته وحاضنته: أمه حليمة السعدية، وكانت حاضنته الشيماء إحدى أخواته من الرضاع، وهذا في السنة السادسة من عمره -صلى الله عليه وسلم-، وهذا لا يتعارض مع الرواية التالية لاحتمال تعدد الواقعة، ولاسيما أن الرواية التالية لم يذكر فيها شق البطن، وكأن هذا التكرار لتطمينه -صلى الله عليه وسلم- وتهدئته، ليتهيأ لما يلقى عليه من أمر النبوة، وقد وقع


(١) أمه حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، نسبها ابن إسحاق السيرة ١/ ٢٥.
(٢) السيرة ١/ ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>