الكون، فالشجر، شهد بذلك، وقد تقدم في الحديث السابق جانب من هذا، والقضية الثانية، قصة الصبي، ومخاطبة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- من التبسه من الجن، وأمره بالخروج، مخبرا أنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلم يكن من الجني إلا السمع والطاعة، ولا يخلو حاله من أحد أمرين: إما أنه آمن وتاب وخرج من ذلك الصبي، وإما أنه خاف من عقاب الله له إذا لم يستجب لأمر نبيه -صلى الله عليه وسلم-، والقضية الثالثة، قصة الجمل الذي لجأ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وطرح رأس على الأرض إجلالا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعرف الرسول نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه استجار به، فطلب من صاحبه أن يبيعه إياه، ولمكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال هو لك يا رسول الله هدية من غير ثمن، فأمرهم وبالإحسان إليه حتى يأتي أجله، ولا يمسوه بسوء، والقضية الرابعة، توثيق العلاقة بين الزوجين، فكما أمر الزوج بالمحافظة على المرأة والعناية بحقوقها الخاصة والعامة، بين للمرأة مكانة الزوج منها، وأنه لو كان السجود لغير الله جائزا لأمر -صلى الله عليه وسلم- المرأة أن تسجد لزوجها لعظيم حقه عليها، والسجود عبادة لا يكون لغير الله سبحانه.
ما يستفاد:
* أهمية الاستتار عند قضاء الحاجة ولو كان الإنسان في فلاة من الأرض.
* التوكيد على ما تقدم من ذكر المعجزات للتدليل على صدق نبوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
* بيان شفقته -صلى الله عليه وسلم- ورحمته لا بالآدميين فحسب بل بغيرهم من مخلوقات الله. * بيان مكانة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في نفوس أصحابه -رضي الله عنهم-، وتسابقهم إلى خدمة وتعظيمه -صلى الله عليه وسلم-، كما هو الحال من خدمة أنس -رضي الله عنه-.