للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هو ابن مسعود -رضي الله عنه-.

الشرح:

أورد هذا الدارمي رحمه في مسائل الحائض من أجل إجابة السؤال: " مَا نُقْصَانُ دِينِهَا؟، قَالَ: تَمْكُثُ كَذَا وَكَذَا مِنْ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ لَا تُصَلِّى لِلَّهِ صَلَاةً "، هذا قول ابن مسعود -رضي الله عنه-، وله المرفوع، يؤيد هذا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: «أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل» قلن: بلى، قال: «فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم» قلن: بلى، قال: «فذلك من نقصان دينها» (١)، المراد أن نقصان دينها بسبب ما كتب الله عليها من العادة، ولم تؤمر بالقضاء؛ لعدم تسببها فيما جرى؛ لأنه قدرها فاعتبر ذلك نقصان في الظاهر، وقد ورد هذا القول من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في إحدى خطبه في عيد الفطر أو الأضحى (٢).

أما قوله: «فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ» فقد قال العلماء: إن ذلك كان ليلة الإسراء، تؤيد هذا رواية "رأيتكن" (٣)، وليس ببعيد أن يكون أريهن في غير ليلة الإسراء، وتؤيده رواية "أريتكن" (٤)، وبعضهم فسر ذلك بأنه بمعنى أخبرت أنكن أكثر أهل النار.

قوله: «امْرَأَةٌ لَيْسَتْ مِنْ عِلْيَةِ النِّسَاءِ» المراد أنها امرأة من عامة النساء وليست من ذوات الشأن والمكانة، يؤيد هذا رواية «من سطة النساء» مسلم حديث (٨٨٥). قوله: «إِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ» هذا بيان لسبب كثرتهن في النار؛ لأنهن يكثرن السب والشتم، فالعن من الناس السب والدعاء بلفظ اللعن، وهو من الله -عز وجل-، الطرد والإبعاد من رحمة الله، وليس في قوله: «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ» دليل على جواز القيل، بل اللعن حرام قليله وكثيره.


(١) البخاري حديث (٣٠٤).
(٢) البخاري حديث (٣٠٤).
(٣) البخاري حديث (٣٠٤).
(٤) مسلم حديث (٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>