للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ ـ أن الكربة التي تحصل في بعض الآيات أشد من الكربة التي تحصل في الكسوف.

٣ ـ أن ما يروى عن ابن عباس وعلي (١) يدل على أنه لا يقتصر في ذلك على الكسوف وأن كل شيء فيه التخويف فإنه يصلى له.

٤ ـ أن النبي : «إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة» (٢)، أي: إذا كربه وأهمه؛ وإن كان الحديث ضعيفاً لكنه مقتضى قوله تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾ [البقرة: ٤٥].

وأما ما ذكر من أن النبي كانت توجد في عهده العواصف، وقواصف الرعد، فإن هذا لا يدل على ما قلنا؛ لأنه قد تكون هذه رياحاً معتادة، والشيء المعتاد لا يخوِّفُ وإن كان شديداً، فمثلاً في أيام الصيف اعتاد الناس أن الرياح تهب بشدة وتكثر، ولا يعدُّون هذا شيئاً مخيفاً.

صحيح أنه أحياناً قد توجد صواعق عظيمة متتابعة تخيف الناس، فهل الصواعق التي وقعت في عهد النبي كهذه؟ لا يستطيع أحد أن يثبت أن هناك صواعق في عهد النبي خرجت عن المعتاد، لكن لو وجدت صواعق عظيمة متتابعة، فإن الناس لا شك سيخافون، وفي هذه الحال يفزعون إلى ربهم ﷿ بالصلاة.

وهذا الأخير هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ، له قوة عظيمة. وهذا هو الراجح.


(١) سبق تخريجه ص (١٩٤).
(٢) أخرجه الإمام أحمد (٥/ ٣٨٨)؛ وأبو داود (١٣١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>