للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في السَّنَةِ التاسعة في آخر حياة النبيِّ فإن هذا يدلُّ على أنها مستحبَّةٌ، وأنها مِن الجِلسات المندوبة وليست مِن الجِلسات التي تُفعل بمقتضى الطبيعة والجِبلَّة.

واستدلَّ مَنْ قال: «لا يجلس» بحديث وائل بن حُجْر بأن النبيَّ «كان إذا نَهَضَ؛ نَهَضَ على رُكبتيه، واعتمدَ على فَخِذيهِ» (١).

واستدلَّ من يرى التفصيل بأنه مِن المعلوم أن للرسول حالين:

حالاً كان فيها نشيطاً شابًّا قويًّا. وحالاً كان فيها دون ذلك، فإنه كان في آخر حياته يُصلِّي الليلَ قاعداً أكثر من سَنَة (٢)، وكان يسابق عائشة فَسَبَقَتْهُ (٣)، ثم إنه كان يحبُّ أن يُيسِّرَ على نفسِه في العبادة، وكذلك يحبُّ أن ييسر الإنسان على نفسه في العبادة، حتى إنه أنكر على الذين قالوا: نصومُ ولا نفطرُ، ونقومُ ولا ننامُ، ولا نتزوجُ النساء (٤). ومَنَعَ عبدَ الله بن عَمرو بن العاص


(١) تقدم تخريجه ص (١٢٨).
(٢) أخرجه مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب جواز النافلة قائماً وقاعداً (٧٣٣) (١١٨).
(٣) أخرجه الإمام أحمد (٦/ ٣٩، ٢٦١)؛ وابن ماجه، كتاب النكاح، باب حسن معاشرة النساء (١٩٧٩).
(٤) أخرجه البخاري، كتاب النكاح، باب الترغيب في النكاح (٥٠٦٣)؛ ومسلم، كتاب النكاح، باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ووجد مؤنة (١٤٠١) (٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>