للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يحضر في الوجوه كلها.

منحة السلوك

غناء، أو لعبًا، أو شرب خمر، لا يحضر في الوجوه كلها يعني: سواء قدر على المنع، أو لم يقدر، وسواء كان قدوةً، أو غير قدوةٍ؛ لأنه حينئذٍ لا تلزمه إجابة الدعوة. وقال علي -رضي الله عنه-: "صنعت طعامًا، فدعوت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجاء، فرأى في البيت تصاوير فرجع" رواه ابن ماجه (١).

ودلت المسألة، على أن الملاهي كلها حرام (٢).

واختلفوا في التغني المجرد:

قيل: حرام مطلقًا، والاستماع إليه معصية. ولو سمع بغتة فلا إثم عليه (٣).

وقيل: لا بأس بأن يغني؛ ليستفيد به فهم القوافي، والفصاحة (٤).

وقيل: يجوز، لدفع الوحشة إذا كان وحده، ولا يكون على سبيل


(١) ٢/ ١١١٤ كتاب الأطعمة، باب إذا رأى الضيف منكرًا رجع رقم ٣٣٥٩، ورواه أيضًا النسائي ٨/ ٢١٣ كتاب الزينة، باب التصاوير رقم ٥٣٥١، وأبو يعلى في المسند ١/ ٣٤٢ رقم ٤٣٦، والبزار في المسند ٢/ ١٥٧ رقم ٥٢٣، والدارقطني في العلل ٣/ ٢٢١ رقم ٣٧٣، من طريق وكيع، عن هشام الدستوئي، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن علي ... وإسناده صحيح.
(٢) وعند الحنابلة: تجب في أول مرة إجابة مسلم يحرم هجره إن عينه، ولم يكن ثم منكر. وإن علم أنه ثم منكرًا، كخمر، وزمر، وآلات لهو، فإن كان يقدر على تغييره حضر وغيره، وإلا أبى الحضور. وإن حضر ثم علم به أزاله، فإن دام المنكر لعجزه عنه انصرف، وإن علم به ولم يره ولم يسمعه، خير بين الجلوس، والأكل، والانصراف.
الهداية ٤/ ٤١٥، بدائع الصنائع ٥/ ١٢٨، الاختيار ٤/ ١٧٦، زاد المستقنع ص ٣٨٢، الروض المربع ص ٣٨٢.
(٣) العناية ١٠/ ١٤، الاختيار ٤/ ١٦٥، الهداية ٤/ ٤١٥.
(٤) تبيين الحقائق ٦/ ١٤، البحر الرائق ٨/ ١٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>