للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

منحة السلوك

الله رحيم، ولا تقول: الرحيم الله.

فإن قلت: اسم موضوعٌ، أو مشتقٌّ؟

قلت: ليس بمشتق في الأصح (١)، والذين ذهبوا إلى اشتقاقه، بعضهم


= يدل على ذات الرب، وسمعه بالمطابقة، وعلى الذات وحدها، وعلى السمع وحده بالتضمن، ويدل على اسم "الحي" وصفة الحياة بالالتزام، وكذلك سائر أسمائه، وصفاته.
فاسم الله دال على جميع الأسماء الحسنى، والصفات العليا، بالدلالات الثلاث، فإنه دال على إلهيته المتضمنة لثبوت صفات الإلهية له، مع نفي أضدادها عنه، وصفات الإلهية هي صفات الكمال المنزهة عن التشبيه، والمثال، وعن العيوب والنقائص. ولهذا يضيف الله تعالى سائر الأسماء الحسنى إلى هذا الاسم العظيم، كقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [سورة الأعراف، الآية: ١٨٠] فاسمه مستلزم لجميع معاني الأسماء الحسنى دال عليها بالإجمال، والأسماء الحسنى تفصيل، وتبيين لصفات الإلهية التي اشتق منها اسم الله، واسم الله دال على كونه مألوهًا معبودًا تألهه الخلائق، محبة، وتعظيمًا، وخضوعًا، وفزعًا إليه في الحوائج، والنوائب، وذلك مستلزم لكمال ربوبيته، ورحمته المتضمنين لكمال الملك، والحمد.
مدارج السالكين ١/ ٢٨، تيسير العزيز الحميد ص ٢٩، معالم التنزيل ١/ ٢٤، جامع البيان في تأويل آي القرآن ١/ ٨٢، اشتقاق أسماء الله ص ٢٣، بدائع الفوائد ١/ ٢٢.
(١) بل هو مشتق على القول الصحيح، وهو اختيار سيبويه، أصله الإله ثم حذفت الهمزة تخفيفًا، فاجتمعت لامان فأدغمت الأولى في الثانية، فقيل: الله. "فالله" فعال بمعنى مفعول، أي: معبود مستحق للعبادة، يعبده الخلق ويؤلهونه. قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين، وهو الذي يألهه كل شيء ويعبده كل خلق.
قال رؤبة بن العجاج:
لله درُّ الغانيات المدَّهِ ... سبحن واسترجعن من تألُّهي (أ)
أي: من تعبدي، والمصدر من ألهت: الألوهَةُ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>