للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويلتحق بهذا أن بعضهم يسأل عن بعض إذا لم يره، وإن كان وجب له حق قضاء، وإذا لم يجتمعوا ولم يتلاقوا جهلوا حال بعضهم، ولم يصل إلى قضاء حق إن كان قد وجب له.

* أنهم إذا قصدوا أن يصلوا جماعة احتاجوا إلى مكان يضمهم، فبنوا المساجد وعمروا ما قد بني منها، وكل واحد من البناء والعمارة عبادة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ، أَوْ أَصْغَرَ: بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّة» (١). أنهم إذا أرادوا ذلك احتاجوا إلى مؤذن يحفظ عليهم الأوقات، ويعلمهم بها، فإذا نصبوه فالأذان للمؤذن عبادة.

* أنهم يحتاجون إلى إمام يكون لهم بمنزلة القائد والوالي، فإمامته لهم عبادة، واقتداؤهم به عبادة.

* أن الصلاة في الجماعة تقع لأوقاتها؛ لأن كل واحد يفزع نفسه لشهورها وإقامتها، وصلاة المنفرد تقع مرة لأول الوقت ومرة لآخره، وربما تنتهي عن الوقت، وليس المحاسب نفسه كالمتساهل.

* أن التدرب على الجماعة عصمة من ترك الصلاة؛ لأن المنفرد قد ينام عن الصلاة وقد ينساها، وقد يغفل منها وقد يكسل عنها ويتركها.

* أن في ذلك غيظًا على الكفار إن شاهدوا من المسلمين جموعهم ومساجدهم واجتماعهم بأمر دينهم ومواظبتهم على عبادتهم.

* أن فيها تشبهًا بالملائكة حيث يقولون: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (١٦٥) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ} (٢).

* أن الصلاة من بعضهم على عين بعض أجزى وأخضع، ومن التجبر والتعظم أبعد.


(١) ابن ماجة حديث (٧٣٨).
(٢) الآيتان (١٦٥، ١٦٦) من سورة الصافات.

<<  <  ج: ص:  >  >>