للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ هَارُونُ: " كَانَ الرَّجُلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا سَافَرَ حَمَلَ مَعَهُ أَرْبَعَةَ أَحْجَارٍ: ثَلَاثَةٌ لِقِدْرِهِ، وَالرَّابِعُ يَعْبُدُهُ، وَيُرَبِّى كَلْبَهُ، وَيَقْتُلُ وَلَدَهُ " (١).

رجال السند:

هارون بن معاوية الأشعري، صدوق، وإبراهيم بن سليمان أبو إسماعيل الأردني المؤدب، صدوق يغرب، ومجاهد بن جبر أبو الحجاج المكي ثقة، وصيفي بن عائذ، يقال له: السائب بن أبي السائب، كان شريكا للنبي -صلى الله عليه وسلم- في الجاهلية، وهو مولى مجاهد من أعلى، قال مجاهد: كنت أقود بالسائب فيقول لي:: يا مجاهد أدلكت الشمس؟ " فإذا قلت: نعم صلى الظهر، ويقول: " هكذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعل" (٢)، وهذا سند حسن. قال: ولي حَجَرٌ أنا نحتّه بيدي أعبده من دون الله تبارك وتعالى فأجيء باللبن الخاثر الذي أنفسه على نفسي فأصبه عليه فيجيئ الكب فيلحسه ثم يشغر فيبول، أخرجه أحمد حديث (١٥٤٨٤).

الشرح:

هذا الحديث يصور لنا مشهدا آخر من مشاهد الجاهلية، وما تربوا عليه من الحمق والضلال، فالرجل منهم يذهب بالزبد واللبن إلى أصنام لا تأكل ولا تشرب، جماد لا تنفع ولا تضر، وقد يكون بحاجة إلى شيء من ذلك، فيمتنع مخافة أن تدركه الأصنام بسوء، وقد ظهر لهذا الرجل عيانا أن الحيوان قد يكون أجسر على ذلك، ولعله اعتبر والله أعلم من ذلك الحدث، حيث أكل


(١) سنده حسن، وقوله: (يربي كلبه ويقتل ولده) أراد أن هذه من صفات الجاهلية.
وانظر تخريجه في القطوف رقم (٢).
(٢) المعجم الكبير حديث (٩٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>