للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الكلب الزبد، وشرب اللبن، وزاد أن بال على الصنم إساف ونائلة، وقد هدي هذا إلى الإسلام وحدّث مجاهدا بما وقع له في الجاهلية، ومن هذا وأشباهه يعلم المسلم نعمة الله على البشرية إذ بعث نبينا محمدا -صلى الله عليه وسلم-، فأنقذها من ظلمات الجهل والضلال، إلى نور الإسلام وعلم اليقين بأنه لا إله يعبد بحق إلا الله وحده لا شريك له.

قوله «قال هارون: كان الرجل في الجاهلية إذا سافر حمل معه أربعة

أحجار، ثلاثة لقدره (١)، والرابع يعبده، ويربي كلبه، ويقتل ولده». وهارون هو شيخ الدارمي المتقدم ذكره، وكان أبوه من وزراء المهدي، وهو يحكي مشهدا آخر مما كان في الجاهلية، وكان من عادتهم في السفر أن يأخذ المسافر معه ما يمكن حمله أربعة أحجار، ثلاثة منها يستخدمها إذا نزل وأراد أن يعد طعامه، وهي ما تعرف بالأثافي، توضع على شكل مثلث وتوقد النار بينها، ثم يوضع القدر على الأثافي، ولعل هذا لكونهم يجوبون الصحراء، وهي ذات رمال يندر أن يحد بها الحجر المناسب، أما الحجر الرابع فيعبده من دون الله -عز وجل-، وهذا هو الشرك الأكبر، وكان من عادة الجاهلية تربية الكلاب والعناية بها، ويسمونها الحوامي؛ لأنها تحمي بيوتهم ومواشيهم، وكان من عادتهم قتل الأولاد إما خشية أن يطعم معه، أو خشية العار من وقْع البنات في السبي، وتقدم بيانه، ومعلوم أن تربية الكلاب لا تجوز في الإسلام إلا لواحدة من ثلاث: أن يقتنى للصيد وهو المعلم كما قال تعالى: {وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا


(١) أي أثافي يضع عليها قدره لطبخ طعامه.

<<  <  ج: ص:  >  >>