للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} (١)، وقوله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (٢)، وقوله {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (٣)، وذكر منها أنه -صلى الله عليه وسلم-.

قوله: «لا صخّاب بالأسواق».

المراد أن من صفاته -صلى الله عليه وسلم- أنه لا يعتاد الأسواق ويرفع صوته فيها مجادلا ومماريا بالبيع والشراء، وما يقع فيه من الجدل، وسوء الأخلاق، فالأسواق ليست للأنبياء؛ لأنها من أسوأ الأعمال في الدنيا إلا لمن مارسها بحقها، من الحذر وتحري الصدق والعدل والبعد عن المماحكة والجدل، والأيمان المنفقة للسلع، ولذلك قال -صلى الله عليه وسلم-: «شر البقاع الأسواق» (٤)، فلم يكن مرتادا لها، ولا صخابا فيها.

قوله: «أنه لا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر» هذا من صفاته -صلى الله عليه وسلم-، وكان ذلك صفة ملازمة له -صلى الله عليه وسلم- منذ الصغر، لم يذكر بسوء على الإطلاق، صبر على أذى قريش؛ لأنه بعث رحمة ليس لهم فحسب بل للعالمين كافة، فلم ينتقم لنفسه ولا مرة واحدة، خرج يدعو الناس ويصبر على أذاهم حتى وصل الطائف، فأوذي أشد الأذى، وأدميت عقباه -صلى الله عليه وسلم-،


(١) الآية (١٥٩) من سورة آل عمران.
(٢) الآية (١٢٨) من سورة التوبة.
(٣) الآية (٤) من سورة القلم.
(٤) (المستدرك ١/ ١٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>