للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشرح:

قوله: «تَطَاوَلَ النَّاسُ فِي الْبِنَاءِ فِي زَمَنِ عُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ -رضي الله عنه-: يَا مَعْشَرَ الْعُرَيْبِ، الأَرْضَ الأَرْضَ».

هذا في عهد عمر -رضي الله عنه- وهو في القرن الأول خير القرون على الإطلاق، ولأن ذلك من علامات الساعة، قال للناس: «الأرض الأرض».

أي: تساووا في البنيان والزموا القرب من الأرض، وعدم التسابق في الارتفاع؛ لأن التطاول تفاعل وتسابق في علو البناء، فلو رأى عمر ما نحن فيه اليوم من التطاول الذي لم يخطر على قلب عمر -رضي الله عنه- أنه بهذه الصورة، وليس هذا حرام ولكنه من علامات الساعة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان» (١)، المراد العرب؛ لأن هذا الوصف ينطبق عليهم فغالب ما يملكون الغنم، والإبل، وعبر عن ذلك بالشاء لكثرتها، ولأنها ملك الغالب منهم، وسبحان الله مَنْ مِنْ العرب اليوم ولاسيما في الجزيرة لا يملك من البنيان الدورين والثلاثة وما فوق، وقد خرجت في نزهة قبل أربعين سنة إلى بير يهوب، وهو يبعد عن المدينة في ذلك الوقت ما يقارب (٢٠ كم) وهو اليوم حي من أحياء المدينة الحديثة، وقد كان بنيان المدينة على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يجاوز المسجد النبوي اليوم على أكثر تقدير، وكان إلى جنوب غرب المسجد النبوي، يوجد مصلى العيد، وهو المعروف اليوم بمسجد الغمامة، فانظر إلى أي مدى وصل البنيان في المدينة، وليس هذا ممنوع ولكن فيه صدق التوسع والتطاول في البنيان.


(١) مسلم حديث (٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>