وما فيها، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ولموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما فيها (١).
وقوله: فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا: هذا على جهة التوسع في الإفهام، وتحقيقه: أنه يُشفع له بسببه؛ فإما الملائكة الذين كانوا يشاهدون تلاوته، أو من شاء الله - تعالى - ممن يُشَفِّعهم فيه بسببه، وهذه الشفاعة على تقدير أن يكون القارئ صاحب كبيرة في تخليصه من النار، وإن لم يكن عليه ذنوب؛ شُفع له في ترفيع درجاته في الجنة، أو في المسابقة إليها، أو في جميعهما، أو ما شاء الله منها، إذ كل ذلك بكرمه - تعالى - وتفضله.
وفي تسمية البقرة وآل عمران بالزهراوين وجهان:
أحدهما: أنهما النيرتان، مأخوذ من الزهر، والزَّهرة، والزُّهرة، فإما لهدايتهما قارئهما بما يزهر له من أنوارهما، وإما لما يترتب على قراءتهما من النور التام يوم القيامة. قلت: ويقع لي أنهما سميتا بذلك؛ لأنهما اشتركتا في تضمن اسم الله الأعظم؛ كما ذكر أبو داود من حديث أسماء بنت يزيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(١) رواه الترمذي (٣٠١٣) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.