(٧) ومن باب: ما رأى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في نومه
حديث أنس ـ رضي الله عنه ـ هذا وتأويله دليل: على أن تعبير الرؤيا قد تؤخذ من اشتقاق كلماتها، فإنَّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخذ من عقبة: حسن العاقبة، ومن رافع: الرفعة. ومن رطب بن طاب: لذاذة الدين وكماله. وقد قال علماء أهل العبارة أن لها أربعة طرق:
أحدها: ما يشتق من الأسماء كما ذكرناه آنفًا.
وثانيها: ما يعتبر مثاله، ويميز شكله كدلالة معلم الكتاب على القاضي، والسلطان، وصاحب السجن، ورأس السفينة، وعلى الوصي والوالد.
وثالثها: ما يعبره المعنى المقصود من ذلك الشيء المرئي، كدلالة فعل السَّفر على السَّفر، وفعل السوق على المعيشة، وفعل الدار على الزوجة والجارية.
ورابعها: التعبير بما تقدم له ذكر في القرآن والسُّنة أو الشعر، أو كلام العرب وأمثالها. وكلام الناس وأمثالهم، أو خبر معروف، أو كلمة حكمة، وذلك كنحو تعبير الخشب بالمنافق، لقوله تعالى:{كَأَنَّهُم خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} وكتعبير الفأر بفاسق، لأنَّه صلى الله عليه وسلم سماه: فويسقًا. وكتعبير القارورة بالمرأة، لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: رفقًا بالقوارير (١)، يعني: ضعفة النساء، وتتبع أمثلة ما ذكر يطول.
(١) رواه الحميدي في مسنده (١٢٠٩) بلفظ: "رفقًا قودًا بالقوارير".