[٢٩٠٠] عن عائشة في قوله تعالى: {إِذ جَاءُوكُم مِن فَوقِكُم وَمِن أَسفَلَ مِنكُم وَإِذ زَاغَتِ الأَبصَارُ وَبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَنَاجِرَ} قالت: كان ذلك يوم الخندق.
رواه البخاري (٤١٠٣)، ومسلم (٣٠٢٠).
* * *
ــ
تعالى:{فَارتَقِب يَومَ تَأتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} وقد تقدَّم الخلاف فيه. والبطشة الكبرى: هي ما أوقع الله تعالى بقريش يوم بدر من الأسر والقتل، وقال مجاهد: الأدنى: عذاب القبر، والأكبر: عذاب الآخرة. وقال جعفر الصادق: الأدنى غلاء الأسعار، والأكبر خروج المهدي بالسيف. وقال أبو سليمان الداراني: الأدنى: الهوان. والأكبر: الخذلان.
و(قوله: {لَعَلَّهُم يَرجِعُونَ}) أي: لكي يرجعوا عن غيهم. قاله الفراء، وعلى مذهب سيبويه: ليصلوا إلى حال يُرجى لهم ذلك.
و(قوله:{إِذ جَاءُوكُم مِن فَوقِكُم وَمِن أَسفَلَ مِنكُم} كان ذلك في غزوة الخندق الذي حفره المسلمون حول المدينة برأي سلمان، وتسمى غزوة الأحزاب؛ لأنَّ الكفار تحزبوا أحزابا وتجمعوا جموعا حتى اجتمع في عددهم خمسة عشر ألفا من أهل نجد وتهامة، ومن حولهم أو نحوهم، وحاصروا المسلمين في المدينة شهرا، ولم يكن بينهم قتال إلا الرمي بالنبل والحصى، ونقضت قريظة ما كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من العهد، وحينئذ جاء المسلمين عدوهم من فوقهم ومن أسفل منهم، وزاغت الأبصار، يعني مالت عن سنن القصد فعل المرعوب. وقال قتادة: شخصت. {وَبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَنَاجِرَ} أي: قاربت الخروج من الضيق والروع وشدة البلاء والجهد، وكان وقت بلاء وتمحيص، ولذلك نجم في كثير من الناس النفاق، وظهر منهم الشقاق.