للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(١٠) باب تقليل الحديث حال الرواية وتبيانه]

[٢٦١٠] عَن هِشَامٍ بن عروة، عَن أَبِيهِ قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيرَةَ يُحَدِّثُ وَيَقُولُ: اسمَعِي يَا رَبَّةَ الحُجرَةِ، وَعَائِشَةُ تُصَلِّي، فَلَمَّا قَضَت صَلَاتَهَا قَالَت لِعُروَةَ: أَلَا تَسمَعُ لهَذَا وَمَقَالَتِهِ آنِفًا؛ إِنَّمَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ حَدِيثًا لَو عَدَّهُ العَادُّ لَأَحصَاهُ.

رواه البخاريُّ (٣٥٦٧)، ومسلم (٢٤٩٣) في الزهد (٧).

* * *

ــ

(١٠ و ١١) ومن باب: تقليل الحديث حال الرواية وتبيانه (١)

قد تقدم القول في تقارب الزمان، وفي الشح.

(قول أبي هريرة: اسمعي يا ربة الحجرة) يعني عائشة - رضي الله عنها - كان ذلك منه ليسمعها ما يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم، إما ليذكرها بما تعرفه، أو يفيدها بما لم تسمعه، فقد كان أبو هريرة - رضي الله عنه - يحضر مع النبي صلى الله عليه وسلم في مواطن لم تكن تحضرها عائشة - رضي الله عنها -، بل قد كان لأبي هريرة - رضي الله عنه - من الملازمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما تقدَّم في مناقبه، ما لم يكن لغيره من الصحابة - رضي الله عنهم - ثم قد اتفق له من الخصوصية التي أوجبت له الحفظ ما لم يتفق لغيره، فكان عنده من الحديث ما لم يكن عند عائشة، لكن عائشة أنكرت عليه سرده للحديث والإكثار منه في المجلس الواحد؛ لذلك قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد الحديث سردكم، إنما كان يحدث حديثا، لو عده العاد لأحصاه. وقد سلك هذا المسلك كثير من السلف؛ وكانوا لا يزيدون على عشرة


(١) شرح المؤلف -رحمه الله- تحت هذا العنوان: هذا الباب، والباب الذي يليه بعنوان: باب: تعليم الجاهل.

<<  <  ج: ص:  >  >>