للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(٨٤) باب في ثقيف كذاب ومبير]

[٢٤٥٠] عَن أَبِي نَوفَلٍ قال: رَأَيتُ عَبدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيرِ عَلَى عَقَبَةِ المَدِينَةِ قَالَ: فَجَعَلَت قُرَيشٌ تَمُرُّ عَلَيهِ وَالنَّاسُ حَتَّى مَرَّ عَلَيهِ عَبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ، فَوَقَفَ عَلَيهِ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيكَ أَبَا خُبَيبٍ، السَّلَامُ عَلَيكَ

ــ

فيهم علم وعفاف وتثبُّت، والأشبه: أنهم أهل عمان التي قِبل اليمن، لأنَّهم ألين قلوبًا، وأرق أفئدة، وأما أهل عمان الشام فسلامة لك منهم وسلام، وأهل هذين الاسمين من عمن بالمكان: أقام به، ويقال: أعمن الرجل: إذا صار إلى عمان.

(٨٤) ومن باب: في ثقيف كذاب ومبير

(قول أبي نوفل: رأيت عبد الله بن الزبير على عقبة المدينة) يعني: أنه رآه مصلوبًا على خشبة على عقبة المدينة، صلبه الحجاج - بعد أن قتل في المعركة - منكسًا، وكان من حديثه ما قد تقدَّم بعضه، وذلك أنه لما مات معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، ولم يولِّ أحدًا، بقي الناس لا خليفة لهم، ولا إمام مدة قد تقدَّم ذكرها، فعند ذلك بايع الناس لعبد الله بن الزبير بمكة، واجتمع على طاعته أهل الحجاز، وأهل اليمن، والعراق وخراسان، وحج بالناس ثماني حجج، ثم بايع أهل الشام لمروان بن الحكم، واجتمع عليه أهل الشام، ومصر، والمغرب، وكان ابن الزبير أولى بالأمر من مروان وابنه على ما قاله مالك - وهو الحق - لعلم ابن الزبير، وفضله، وبيته، فجرت بينهم حروب وخطوب عظيمة، إلى أن توفي مروان وولي عبد الملك، واستفحل أمره بالحجاج، فوجه الحجاج إلى مكة في جيش عظيم، فحاصر فيها عبد الله بن الزبير مدة ستة أشهر وسبعة عشر يومًا، ثم دخل عليه، فقتل يوم الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى. وقيل: جمادى الآخرة، سنة ثلاث وسبعين، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة. قال المدائني:

<<  <  ج: ص:  >  >>