للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَبَا خُبَيبٍ، السَّلَامُ عَلَيكَ أَبَا خُبَيبٍ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَد كُنتُ أَنهَاكَ عَن هَذَا، أَمَا وَاللَّهِ لَقَد كُنتُ أَنهَاكَ عَن هَذَا، أَمَا وَاللَّهِ لَقَد كُنتُ أَنهَاكَ عَن هَذَا، أَمَا وَاللَّهِ إِن كُنتَ مَا عَلِمتُ صَوَّامًا قَوَّامًا وَصُولًا لِلرَّحِمِ، أَمَا وَاللَّهِ لَأُمَّةٌ أَنتَ شَرُّهَا لَأُمَّةٌ خَيرٌ.

ــ

بويع له بالخلافة سنة [خمس وستين، وكان قبل ذلك لا يدعى باسم الخلافة، وقال غيره: بويع له بالخلافة سنة] (١) أربع وستين، ثم بقي مصلوبًا على خشبة إلى أن رحل عروة بن الزبير إلى عبد الملك بن مروان، فرغب إليه أن ينزل من الخشبة فأشفعه، فأنزل. قال ابن أبي مليكة: كنت الآذن لمن (٢) بشر أسماء بنزول ابنها عبد الله بن الزبير من الخشبة، فدعت بمركن وشبَّ يمان، وأمرتني بغسله، فكنَّا لا نتناول عضوًا إلا جاء معنا، وكنا نغسل العضو، ونضعه في أكفانه حتى فرغنا منه، وكانت أمه أسماء تقول قبل ذلك: اللهم لا تمتني حتى تقر عيني بجثته، فما أتت عليها جمعة حتى ماتت. وفي مدة صلبه مرَّ به ابن عمر فقال: السلام عليك أبا خبيب، كناه بابن له يسمَّى خبيبًا، وكنيته الشهيرة أبو بكر.

و(قول ابن عمر: أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا) أي: عن التعرض لهذا، وكأنه كان أشار عليه بالصلح، ونهاه عن قتالهم لما رأى من كثرة عدوه، وشدَّة شوكتهم، ثم إنه شهد بما علم من حاله فقال: أما والله إن كنت ما علمت صوَّاما، قواما، وصولًا للرحم. وكان يصوم الدهر، ويواصل الأيام، ويحيي الليل، وربما قرأ القرآن كله في ركعة الوتر، و (إن) التي مع كنت مخففة من الثقيلة، واسمها محذوف، تقديره: إنك كنت، وما مع الفعل بتأويل المصدر.

و(قوله: أما والله لأمة أنت شرها لأمة خير) يعني بذلك: أنهم إنما قتلوه


(١) ما بين حاصرتين سقط من (ز).
(٢) في الاستيعاب (٢/ ٣٠٥) -على هامش الإصابة-: كنتُ أوَّل مَن.

<<  <  ج: ص:  >  >>