(قوله في هذه الرواية: أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى المدينة) هذا كان في وقت هجرته، كما جاء في الرواية الأخرى:(قال أبو بكر: لما هاجرنا من مكة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) وذكر نحو ما تقدَّم. وقد وقع في هذا الحديث في كتاب مسلم زيادة فيها وَهمٌ، وذلك: أن أبا بكر سأل الراعي: لمن الغنم؟ فقال الراعي: إنها لرجل من أهل المدينة. والصواب: من أهل مكة. ورواه البخاري من رواية إسرائيل: إبل لرجل من قريش. وفي رواية أخرى: من أهل مكة أو المدينة - على الشك -.
قلت: وقيل: إنَّه ليس بوهم؛ لأنَّه أطلق على مكة مدينة، وهي كذلك، فإنَّ كل بلدة يصح أن يقال عليها: مدينة، كما قال الله تعالى:{وَكَانَ فِي المَدِينَةِ تِسعَةُ رَهطٍ} وهي مدينة ثمود، وهي الحجر.
وأمَّا تسمية بلد مهاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة، فقد صار علمًا لها بحكم: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سَمَّاها بذلك، وغلب ذلك عليها، وكره أن يقال: يثرب، كما تقدَّم في الحجِّ.
و(قوله: فشرب منها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى رضيت) أي: حتى رَوي فرضيت