للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(٨٤) باب الجلوس في المصلى بعد صلاة الصبح]

[٥٥٦]- عَن جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ وَقِيلَ لَهُ: أَكُنتَ تُجَالِسُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَم، كَثِيرًا، كَانَ لا يَقُومُ مِن مُصَلاهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ الصُّبحَ أَوِ الغَدَاةَ حَتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمسُ قَامَ، وَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ فَيَأخُذُونَ فِي أَمرِ الجَاهِلِيَّةِ فَيَضحَكُونَ وَيَتَبَسَّمُ.

ــ

بقاعها، وإنما كان ذلك لما خُصّت به من العبادات والأذكار واجتماع المؤمنين وظهور (١) شعائر الدين وحضور الملائكة، وإنما كانت الأسواق أبغض البلاد إلى الله لأنها مخصوصة بطلب الدنيا ومطالب العباد والإعراض عن ذكر الله، ولأنها مكان الأيمان الفاجرة، وهي معركة الشيطان وبها يركز رايته، وقد تقدم الكلام في معنى حب الله وبغضه.

(٨٤) ومن باب: الجلوس في المصلى بعد الصلاة حتى تطلع الشمس

قوله كان - صلى الله عليه وسلم - لا يقوم من مصلاّه الذي يصلي فيه الصبح حتى تطلع الشمس، هذا الفعل منه - صلى الله عليه وسلم - يدل على استحباب لزوم موضع صلاة الصبح للذكر والدعاء إلى طلوع الشمس؛ لأن ذلك الوقت وقت لا يُصلَّى فيه، وهو بعد صلاةٍ مشهودة، وأشغال اليوم بعدُ لم تأت، فيقع الذكر والدعاء على فراغِ قلبٍ وحضورِ فهمٍ، فيرتجى فيه قبول الدعاء وسماع الأذكار. وقال بعض علمائنا: يكره الحديث حينئذ، واعتذر عن قوله وكانوا يتحدثون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم بأن هذا فصل آخر من سيرة أخرى في وقت آخر، وصله بالحديث


(١) في (ع): حضور.

<<  <  ج: ص:  >  >>