للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(١٧) باب ذبح الموت وخلود أهل الجنة وأهل النار]

[٢٧٦٥] عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يجاء بالموت. وفي رواية: إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار - يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح، فيوقف بين الجنة والنار، فيقال: يا أهل الجنة، هل تعرفون من هذا؟ فيشرئبون

ــ

(١٧) ومن باب: ذبح الموت

(قوله: يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح) قد تقدَّم الكلام على الأملح في الضحايا، وأنه الذي فيه بياض وسواد، والبياض أكثر، كما قاله الكسائي. وقيل: يحتمل أن تكون الحكمة في كون هذا الكبش أملح لأن البياض من جهة الجنة، والسواد من جهة النار. قلت: ظاهر هذا الحديث مستحيل، وذلك أن العقلاء اتفقوا على: أن الموت: إما عرض مخصوص، وإما نفي الحياة، ولم يذهب أحد إلى أنه من قبيل الجواهر، وأيضًا: فإن المدرك من الموت والحياة إنما هما أمران متضادان متعاقبان على الجواهر، كالحركة وكالسكون، وقد دل على ذلك من جهة السمع قوله تعالى: {خَلَقَ المَوتَ وَالحَيَاةَ لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلا} فهذا يبطل قول من قال من المعتزلة: إن الموت عدم الحياة؛ لأنَّ العدم لا يخلق، ولا يوجب اختصاصا للجواهر. واستيفاء المباحث العقلية في علم الكلام، وإذا تقرر ذلك استحال أن ينقلب الموت كبشا؛ لأنَّ ذلك انقلاب الحقائق وهو محال. وقد تأول الناس ذلك الخبر على وجهين:

أحدهما: أن الله تعالى خلق صورة كبش خلق فيها الموت، فلما رآه أهل

<<  <  ج: ص:  >  >>