للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(٧) باب إذا رحم الله أمة قبض نبيها قبلها]

[٢٢٠٨] عَن أَبِي مُوسَى عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ - تعالى - إِذَا أَرَادَ رَحمَةَ أُمَّةٍ مِن عِبَادِهِ قَبَضَ نَبِيَّهَا قَبلَهَا، فَجَعَلَهُ لَهَا فَرَطًا وَسَلَفًا بَينَ يَدَيهَا، وَإِذَا أَرَادَ هَلَكَةَ أُمَّةٍ عَذَّبَهَا وَنَبِيُّهَا حَيٌّ، فَأَهلَكَهَا وَهُوَ يَنظُرُ، فَأَقَرَّ عَينَهُ بِهَلَكَتِهَا حِينَ كَذَّبُوهُ وَعَصَوا أَمرَهُ.

رواه مسلم (٢٢٨٨) (٢٤).

ــ

إحداهما: فتح اللام وكسر الباء، وتجمع: لبن، غير أنك تسقط الهاء من الجمع. كنبقة ونبق.

والثانية: كسر اللام وسكون الباء، وتجمع: لبن - بكسر اللام وفتح الباء، كسدرة وسدر.

ومقصود هذا المثل: أن يبيِّن به ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الله تعالى ختم به النبيين والمرسلين، وتَمَّم به ما سبق في علمه إظهاره من مكارم الأخلاق، وشرائع الرسل، فيه كمل النظام، وهو ختم الأنبياء، والرسل الكرام، صلى الله عليه وعلى آله أفضل صلاة، وسلَّم عليه أبلغ سلام.

(٧) ومن باب: إذا أراد الله رحمة أمة قبض نبيها قبلها

إنما كان موت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل أمته رحمة لأمته، لأنَّ الموجب لبقائهم بعده إيمانهم به، واتباعهم لشريعته، ثم إنهم يصابون بموته، فتعظم أجورهم بذلك، إذ لا مصيبة أعظم من فقد الأنبياء، فلا أجر أعظم من أجر من أصيب بذلك، ثم يحصل لهم أجر التمسك بشريعته بعده، فتتضاعف الأجور، فتعظم الرحمة، ولهذا

<<  <  ج: ص:  >  >>