للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَتَجِدُونَ مِن خَيرِ النَّاسِ فِي هَذَا الأَمرِ أَكرَهُهُم لَهُ قَبلَ أَن يَقَعَ فِيهِ، وَتَجِدُونَ مِن شِرَارِ النَّاسِ ذَا الوَجهَينِ الَّذِي يَأتِي هَؤُلَاءِ بِوَجهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجهٍ.

رواه أحمد (٢/ ٥٢٤)، والبخاريُّ (٣٤٩٣)، ومسلم (٢٥٢٦).

* * *

[(٧٧) باب ما ورد في نساء قريش]

[٢٤٣٣] عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: خَيرُ نِسَاءٍ رَكِبنَ الإِبِلَ صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيشٍ. وَفي رواية: نِسَاءُ قُرَيشٍ بغير صالح، أَحنَاهُ

ــ

و(قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: وتجدون من خير الناس في هذا الأمر أكرههم له) هكذا الرواية: من خير الناس وهي لبيان جنس الخيرية، كأنه قال: تجدون أكره الناس في هذا الأمر من خيارهم، ويصح أن يقال على مذهب الكوفيين: إنها زائدة، فإنَّهم يجيزون زيادة من في الموجب، كما تقدَّم. ويعني بالأمر: الولايات، وإنَّما يكون من يكرهها من خير الناس، إذا كانت كراهته لها لعلة تعظيم حقوقها، وصعوبة العدل فيها، ولخوفه من مطالبة الله تعالى بالقيام بذلك كله، ولذلك قال فيها: نعمت المرضعة، وبئست الفاطمة (١)، وكفى بذلك ما تقدَّم من قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ما من أمير عشيرة إلا يؤتى يوم القيامة مغلولًا، حتى يفكه العدل، أو يوبقه الجور (٢). وذكر ذي الوجهين مفسَّر في الحديث، وإنَّما كان ذو الوجهين شر الناس، لأنَّ حاله حال المنافقين، إذ هو متملق بالباطل والكذب، يدخل الفساد بين الناس، والشرور، والتقاطع، والعداوة، والبغضاء.

و(قوله - صلى الله عليه وسلم -: خير نساء ركبن الإبل: صالح نساء قريش) هذا تفضيل لنساء


(١) رواه أحمد (٢/ ٤٤٨ و ٤٧٦)، والبخاري (٧١٤٨).
(٢) رواه أحمد (٢/ ٤٣١ و ٥/ ٢٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>